محاريب صنعاء حتي أواخر القرن(12هـ/18م)

Abstract

تعد مدينة صنعاء من المدن اليمنية القديمة، إذ يرجع أقدم ذكر لها في النقوش إلى نحو (۷۰م) في عهد (هلك أمر بن كرب إيل وتر يهنعم ملك سبأ وذي ريدان))، واكتسبت المدينة أهمية عبر التاريخ من موقعها وموضعها، فقد كانت محطة تجارية قبل الإسلام وظلت تؤدي دورها هذا بعد الإسلام، ولكنها اتخذت ملامح جديدة بعد بناء مسجدها الجامع في السنة (6ه / 6۲۷م) في وسط المدينة وانتظمت الأسواق المتنوعة حوله والمباني الأخرى كالمدارس والحمامات والمساجد الصغيرة وغيرها من المتطلبات لإقامة مجتمع حضري. غير أن هذه المباني تتعرض يومية للتخريب والهدم أو التجديد والإضافة ولا سيما المساجد منها، إذ أدى تزايد عدد السكان في هذه المدينة إلى هدم العديد من تلك المساجد لتوسعتها بما يكفل استيعاب عدد كبير من المصلين من دون مراعاة الجانب التاريخي والأثري لهذه المساجد، فقد تمكن الباحث من إحصاء ثلاثين مسجد هدمت أو وسعت بالإضافة إليها وتشويه معالمها، وفقدنا مع هذا الهدم والتخريب معرفة العناصر المعمارية والزخرفية التي كانت تزين هذه المباني، وليس هذا فحسب بل إن المحاريب القائمة تتعرض إلى يومنا هذا لعملية الطمس بالأصباغ الحديثة الرنج) أو الجص بهدف عمل الخير أولموقف بعض الفقهاء المتشدد من بدعة المحاريب. إن ما يزيد حجم المشكلة أن هذه المحاريب لم تدرس أو حتى توثق في سجلات الهيئة العامة للآثار اليمنية أو الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية، ولم تحظ حتى الآن بدراسة متخصصة وافية، ولم توليها الدراسات الحديثة التي كتبت عن بعض مساجد