الخلاصة:
شهدت مصر في عهد محمد على نهضة شاملة في كافة نواحي الحياة . ففتحت المدارس بكافة مراحلها وازدهرت الزراعة والصناعة والتجارة و أخذت مصر تستعيد مجدها. وقد حظيت الصناعة بنصيب أكبر من رعاية محمد على باشا ، الذي عنى بإنشاء المصانع سواء التي تخدم أغراض حربية كمصانع الأسلحة والذخيرة أو تخدم أغراض أخرى مدنية كمصانع النسيج والطرابيش وضرب الأرز بمدينتي كفر الشيخ وفوة ولم يقتصر ذلك على محافظة كفر الشيخ فقط بل أنشأ محمد على المصانع في جميع أنحاء البلاد، وجلب لها مهرة الصناع من أوروبا ليشرفوا على تأسيس هذه المصانع حتى جعل منها بلدا صناعيا ينتج الكثير من احتياجاته التي كان يستوردها من الخارج .
وقد بذل محمد على قصارى جهده لتشجيع الإنتاج المحلي بكافة أنواعه وذلك لتخفيض الواردات ، ويظهر ذلك واضحا في الرسائل الخاصة بإنشاء مصنع الطرابيش و القطن بقوة وذلك لإمداد الجيش لاحتياجاته وبعض هذه المصانع تتبع نظارة الحربية والأخر يتبع الخزينة أو تتبع مديرا عاما له حق الإشراف عليها كمصانع تكرير السكر وتقطيره ومصانع
غزل القطن والطرابيش ، ومضرب الأرز به آلة بخارية كبيرة ومع ذلك فقد كان برشيد في عصر محمد على مضرب للأرز تدير مدقاته الثيران . كما كان بمدينة فوة مضربا للأرز من نفس النوع إلى جانب مصنع الطرابيش ومصنع الغزل ومحلج القطن .
وسوف أتناول في هذا البحث المصانع التي مازالت باقية إلى الآن بمحافظة كفر الشيخ دراسة أثرية معمارية مع إلقاء الضوء على الدارس منها من خلال الوثائق. فمن خلال الوثائق تم التوصل إلى أن محافظة كفر الشيخ كانت تضم العديد من المنشآت الصناعية قبل عصر محمد على ولكنها كانت ملكة لأشخاص معدودين وليست ملكة للدولة ، وهذا ما تنص عليه وثائق محكمة فوة ومحكمة كفر الشيخ ومحكمة طنطا ، فمن هذه الوثائق التي تنص على أن محمد على اشترى المنشآت الصناعية القديمة " ... جميع بنا المعصرة أطواباً وأخشاباً وتنقل لعمارة الفاروقة القطن بفوه ..." .