جـــــوجــان شاعر اللون.. ونبي الحلم

Abstract

حين تأتي للحديث عن أحد أعمدة الفن التشكيلي، فإنك تتحدث بقلب وعقل، وظهرك مشدود قصيًا، تزور في الكلمة وجدان إنسان خلق من الضوء والظل حياة على كل المسطحات التي عمل بها، كيف لا وضيف هذه الصفحات هو الرائع بول جوجان، عبقري اللون، الإنسان المفعم بالنبوة الروحية؟ هذا ما جال في خلدي قبل أن أبدأ في قراءة هذا العمل الزخم بكل ما للكلمة من معنى، فهو ليس مجرد كتاب عن حياة، هو بحث في تفاصيل حياة إنسان عظيم، ترك الدنيا ومآثرها بحثًا عن النور في اللوحة. قد نتعرض للخذلان، وقد يغزونا المرض، وقد يتجاهلنا جيلنا، لكن البصمة التي يضعها الفنان عبدالرازق عكاشة ها هنا، بصمة تخلّد ذاكرة فنان نبي، شاعر إنسان، روح تاهت في الضوء، والشمس، والدفء، لتعود إلى باريس حاملة تجربة الأسفار وعناوين الغناء الجنوب أميركي معها، لتحولها إلى لون وصورة ومنحوتة. هكذا، تبدأ رحلتنا بين طيّات هذا الكتاب، من ضباب باريس وثلوجها، إلى دفء أميركا اللاتينية وشمسها، مرورًا بالمواقف الإنسانية والفنيّة للعاشق النبي بول جوجان، الذي تخلّى عن متاع الدنيا ورفاهها من أجل التعبير عن الإنسان، متمردًا على كل أعراف مجتمعه، داعمًا الثورة، معلنًا عصيان اللوحة، وتجردها من التابو الديني، إلى العالم الأوسع، والطبقات الأقل شأنًا. رحلة نورانية بصرية، يجدها القارئ ها هنا، وليس فقط مجرد عمل بحثي، يكشف خبايا اللحظات الحرجة في حياة الفنان الإنسان، أتمنى لكم الاستفادة منها، فنانين كنتم، أم مجرد هواة فن، الحقيقة تجدها هنا.