الخلاصة:
العمارة هي إنعكاس لتحضر وتقدم الشعوب على مر العصور، كل أمة لها هويتها وطابعها العمراني والمعماري الذي ينبع من مكونات حضارتها. كل مجتمع تحكمه عوامل مختلفة دينية، إجتماعية، اقتصادية، مناخية ،وغيرها شكلت ملامح عمرانية ومعمارية متميزة تدل علي هويته المعمارية وثقافة وخصوصية المجتمع والمستعملين. بينما نجد في بعض عمليات التطوير للمناطق ذات الموروث الثقافي والحضاري يتم الإهتمام بالجوانب الإقتصادية والجمالية المعمارية والمعمارية وتجاهل الجوانب الاجتماعية والإنسانية والموروثات الثقافية، وعدم مشاركة المجتمع في هذا التطوير سواء بالرأي أو الجهود الذاتية واستغلال هذه المشاركة في الحفاظ واستمرار هذا التطوير. يتناول البحث تجربة تطوير "منطقة الفسطاط" بإعتبارها منطقة تاريخية تحتوي علي مباني تراثية غنية بالمفردات والعناصر العمرانية والمعمارية ذات الطابع، وتتمثل إشكالية البحث في كيفية الإستفادة من التواصل مع الموروث المعماري خاصا مع ظهور مفهوم الاستدامة وتحديدا بعده الإجتماعي الذي يؤكد علي ضرورة الإرتباط مع تاريخ المنطقة، وأهمية مشاركة المجتمع في عمليات التطوير والحفاظ، وزيادة الوعي بالتراث الحضاري والمعماري، ليس لدي المجتمع فحسب ولكن أيضا لدي المعماريين – وبصورة أخص – بعض المعماريين المعاصرين وكيفية التعامل مع المناطق الثرية بالتراث المعماري ومفرداته، والذي ظهر في نتاجهم المعماري، فنجد بعض المباني ذات تشكيلات متباينة ومنفصلة عن المحيط العمراني والمعماري للمنطقة التراثية من خلال تشكيلات ومعالجات معمارية متناقضة وغير متجانسة مع المباني أو المنطقة ذات الطابع مما يزيد من المشكلة. يتناول البحث دراسة بعض المشاريع المعاصرة وبحث مدي ملائمتها لطابع المنطقة والبيئة المحيطة والمباني التراثية المجاورة لها. ينقسم البحث إلي ثلاث أجزاء رئيسية، الجزء الأول وهي الدراسة النظرية التي توضح أهمية التواصل والموروث الحضاري المعماري مع التركيز علي أهمية الطابع والتشكيل المعماري كضرورة وركيزة مؤثرة في ثقافة المجتمع، والجزء الثاني يتم اختيار ودراسة بعض المشاريع العامة المعاصرة بمنطقة الدراسة، والجزء الثالث يتم فيه تصميم وتطبيق استبيان لسكان المنطقة لبحث رأيهم في مدي ملائمة هذه المشاريع للمنطقة وينتهي البحث بعرض النتائج والتوصيات.
