الخلاصة:
تواجه المدن العديد من الضغوطات جراء إنتشار فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، ونظرًا لأن التركيز المباشر للمدن على وقف إنتشار الفيروس، والحفاظ على الصحة الحضرية؛ الأمر الذى جعل المدن سلاح ذو حدين؛ أولاً: إن المدن تشكل جزءاً كبيراً من المشكلة لأنها تكثف إنتشار الأمراض المعدية وإنتقالها من خلال زيادة الإتصال البشري. ثانياً: إن المدن يمكن ان تلعب دوراً مركزياً في التخفيف من الأوبئة وآثارها بإعتماد مجموعة من نظم الادارة الذكية الفعالة للبيانات والمعلومات للتعامل مع التحديات الناشئة فى جميع المجالات. ومع الإنتشار السريع للفيروس وتزايد اعداد الوفيات وظهور حالات لا يمكن تعقبها فجأة داخل حدود المدن حتى بعيدًا عن بؤر التفشي المعروفة فى معظم دول العالم؛ مما يظهر أهمية إعادة التفكير فى ضرورة إعتماد المدن لإطار ذكى مرن في مواجهة الأوبئة الحالية والمستقبلية بحيث يركز هذا الإطار على تحقيق المرونة والإستمرارية وهو ما يتطلب مستويات جديدة من التكامل الرقمي الحضري. وفي هذا الإطار، ظهرت اهمية المدن الذكية وأصبح التحول إلى مدن ترتكز بنيتها وإدارتها بالكامل على حلول تكنولوجية متقدمة ومستدامة ضرورة حتمية لتحسين حياة المواطنين والحفاظ على صحتهم.
إعتمد البحث على بناء إطار نظرى شامل يتناول أسس ومفاهيم نظرية حول مفهوم الأوبئة وتطور إنتشارها بالمدن وإرتباطها بعملية التحضر. ودراسة المدن الذكية وأبعادها ومتطلباتها. وما أوجه قصور المدن الحالية فى التصدى للتحديات الناشئة فى ظل انتشار فيروس كورونا المستجد (COVID-19). علاوة على ذلك ، معرفة الأمكانات والتقنيات الذكية والرقمية التي يمكن أن تدعم المدن الحالية للاستعداد بشكل أفضل لمواجهة هذا الوباء والأوبئة المقبلة؛ وذلك من خلال استعراض مجموعة من التجارب العالمية والإقليمية. ومن ثم إستنباط إطارعمل لبناء مدن ذكية فاعلة ومرنة لإدارة الأزمات المرتبطة بإنتشار الأوبئة والأمراض المعدية والحفاظ على الصحة الحضرية. مع عرض لخلاصة الدراسة من خلال الخروج ببعض النتائج والتوصيات الواضحة.
مما سبق تسعى الورقة للتوصل إلى إطارعمل للتحول لمدن ذكية مرنة على طريق التعافى من فيروس كورونا المستــــــجد (COVID-19) بحيث يركز هذا الإطارعلى تحقيق المرونة والإستمرارية في الاعتبار بداية من التخطيط المبدئي وعلي كافة المستويات. حيث يوفر هذا الإطار منظورًا مفيدًا يمكن من خلاله النظر في فرص تسريع التحول لمدن ذكية على طريق التعافي من هذا الوباء والأوبئة القادمة.
