الخلاصة:
يعُد التقدم التكنولوجي هو الإنطلاقة التي أتاحت لبعض المعماريين الإستفادة من الإمكانات التي يُقدمها هذا العصر، وذلك لتحقيق أحلامهم في الوصول إلي عمارة مُستقبلية تُعبر عن إحتياجاته وإضافة أبعاد جديدية في العمارة لم تكن موجودة من قبل، والإتجاه نحو عالم جديد إفتراضي يُرى من خلاله صور مُختلفة من مكان واحد عن طريق اللعب بالزمان والمكان وتحرك البيئة من حوله، لتُصبح عمارة ديناميكية مُتحركة من خصائصها التغير وعدم الثبات على رؤية واحدة في الزمن.
وتُعتبر الحركة هى الشكل الأساسي للطبيعة بداً من حركة المجرات والكواكب إلي حركة الإلكترونيات داخل الذرات وكل منهما لها تأثير على الطبيعة، وهى جزء لا يتجزأ من العمارة الحديثة فهى الأسلوب المُستخدم في التعبير عن الأفكار المعمارية، وشهد الفن خلال القرن الماضي تحولات جوهرية من حيث مفهومه وإتجاهاته وموضوعاته وكان ذلك نتيجة التطور التكنولوجي الذي ساهم في تطور كثير من المجالات كالفن على كافة أشكاله كالتصوير والنحت والعمارة وأدى إلي ولادة إتجاهات فنية جديدة كالفن الحركي والذي أوجد إصطلاحات وبنائية جديدة للعمل الفني والتي ركزت على ديناميكية هذا العمل وإخراجه من سكونيته ودعت للتفاعل بين العمل الفني والمُتلقي من خلال العلاقات التفاعلية بينهما، ونرى أن إستخدام الحركة تطور من إستخدامها في الأعمال الفنية المُتحركة وصولاً إلي وجود مباني مُتحركة من الداخل والخارج، وتعُد العمارة الديناميكية هى منظور إبداعي جديد ظهر في العمارة المُعاصرة، ويعتمد في تصميمه على ديناميكية الحركة، وتُعتبر من أشكال العمارة التي لها القدرة على التكييف والتوافق مع البيئة المُحيطة بها وذلك لقدرتها على إستيعاب المُتغيرات المُختلفة، وحتى الإحتياجات المُستقبلية وكيفية التعامل معهم بمرونة مما يعمل على تحقيق بيئة مُستدامة.
ومن هُنا ظهرت أهمية البحث في ضرورة التعرف على فلسفة الحركة في العمارة وإنعكاسها على ظهور الفن الحركي وماهية العمارة الديناميكية وأشكال الحركة التي تعتمد علىها ومدي تأثيرها في العمارة.
