الخلاصة:
تعتبر العمارة المرآة الصادقة التى تعكس التطور الفكرى لثقافة المجتمع، ومن الملاحظ فى الآونة الأخيرة توجه التعبير المعمارى فى مصر نحو الاتجاه التاريخى أو عمارة الحنين إلى الماضى، من خلال استخدام مفردات تاريخية تنتمى لحضارات سابقة، ويتضح هذا الاتجاه بشدة فى العمارة السكنية، وبالتالى تتضح العلاقة الوثيقة الحالية بين الحنين للماضى أو ما يعرف علمياً "النوستالجيا" والواقع المعمارى الحالى. وتتمثل مشكلة البحث فى دراسة العلاقة الآنية بين فكرة النوستالوجيا والتعبير المعمارى المحلى للعمارة السكنية، لأنها العمارة الحقيقية المعبرة عن المجتمع، وتعكس واقعه الثقافى والاجتماعى والاقتصادى بكل وضوح. ويطرح البحث مجموعة من الأسئلة، تتمثل فى: (أ) ما هو شكل عمارة الحنين المتفشية فى التعبير المعمارى للعمارة السكنية؟ وإلى أى طراز ينتمى هذا التعبير؟ (ب) ما هى الأسباب التى أدت لظهور عمارة الحنين فى العمارة السكنية المحلية؟ (ج) ما هى مسئولية المعمارى تجاه ظاهرة عمارة الحنين؟
وتتضح أهمية البحث فى تحديد أسس الهوية المعمارية المصرية التى بدأت تسلك طريق التغير، وخاصة فى ظل ما تشهده الدولة من حركة معمارية مضطردة. واعتمدت منهجية البحث على استخدام المنهج الوصفى المعتمد على الاستقراء الناقص، من خلال اختيار عينة عمدية حصصية للأمثلة التى تتوافر فيها شروط الاختيار، واُتبع منهج دراسة الحالة المعتمد على الأسلوب النقدى لمناقشة النتائج. ويتعرض البحث لمناقشة مفهوم وجوانب النوستالوجيا، ومفهوم عمارة الحنين إلى الماضى، والتحولات المجتمعية المصاحبة لظهور عمارة الحنين فى العمارة المصرية المعاصرة. وتمثلت أهم نتائج البحث فى أن جميع الأمثلة التى تمت دراستها ينتمى تعبيرها المعمارى للطراز الكلاسيكى المعتمد على مفردات إغريقية ورومانية، واعتمد تشكيل الواجهة على خليط متنافر من المفردات الكلاسيكية، دون مراعاة طرز ونسب هذه المفردات.
