الخلاصة:
المرأة ركيزة أساسية فى المجتمع وهى مصدر الحياة، وعلى مدار التاريخ كانت المرأة تمثل انعكاساً لطبيعة المجتمع الذي تتواجد فيه ومعياراً لمدى تقدمية أو رجعية الأفكار السائدة في وقت معين. وعلى مر العصور كانت الفنون أهم وسائل التعبير عن القيم السائدة في المجتمعات. فكانت المرأة وما زالت ملهمة للفنان ورمزًا للجمال والأمومة والخصوبة والعطاء والكرامة، فشكلت مجالًا واسعًا للدراسة والبحث كنموذج جميل ومعبر يحوي قيمًا فنية فكرية ورمزية يلجأ الفنان إليها ليعبر عن ماهية الموضوعات الذاتية وينقل إحساسه للمتلقي.
اهتمت كل حضارة بكيفية تقديم صورة المرأة التى تمثلها لتصبح علامة رمزية وأيقونة لتلك الحضارة أو الثقافة وكأنها تتبلور فى ملامح وتفاصيل المرأة كل معانى ودلالات الحضارات وثقافتها وفنونها. وتتضح مكانة المرأة فى فنون الحضارات القديمة حيث ظهرت فى التصوير الجدارى بأكثر الأشكال جمالًا وروحانية ومثالية، بصور متعددة فهى الملكة، الأميرة، الآلهه، والأم وغيرها من صور التعبير عن وظائفها فى المجتمع عبر التاريخ.
ومنذ القرن العشرين ظهرت الحركات الفنية بشكل أكثر تحررًا وتمردًا على الصيغ الجمالية الموروثة والنماذج التقليدية التي تمثل المرأة لتحرير الفن من نزعاته المثالية.
وفى عصرنا الحالى تعتبر المرأة أحد أهم العناصر البصرية التشكيلية فى فن التصوير الجدارى والتى تساهم فى إلقاء الضوء على أهم المشكلات التى تعانى منها السيدات وتنمية الإحساس الفنى للمتلقى وتوضيح قضايا المرأة للمجتمع. حيث يتناول هذا البحث دراسة للمضمون الفكرى لشكل المرأة كعنصر تشكيلى فى نماذج من الجداريات التى صورت المرأة فى الحضارات القديمة وعرض لأهم النماذج المعاصرة التى صورت المرأة وعبرت من خلالها عن موضوعات متنوعة، و كيف اختلفت فلسفة التصميم لدى الفنانين المعاصرين فى التعبير عن المرأة، سواء كان المضمون الفكرى المقدم بشكل مباشر أو مضمونًا رمزيًا يقدم رسالة محددة للمتلقى أو يدافع عن حقوق المرأة ويكرمها. كما يعرض البحث التجربة العملية للباحثة وتنظير المعرض الفنى والذى كان عنوانه ( المرأة.. ورؤية فسيفسائية معاصرة) من خلال عمل تصميمات مقترحة للتنفيذ فى المدينة الجامعية للطالبات المغتربات بالاسكندرية.