xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
تخيل ان تجد امامك ساعة من الفراغ لتستمع بها بعيدا عن العمل فتقع يداك علي بعض الصور والاوراق الجميلة فتقوم بطي الورقة تلو الاخري لتجد سلسلة من الاعمال المستوحاة من شتي الفنون المتباينة فمن التمائيل الاغريقية التي التصاوير الجدارية المأخوذة من بعض المقابر المصرية ثم البارفات الموشاة بالاسلوب الياباني ذي النحت البارز المستمد من المعابد الهندوسية فتستهويك المشاهدة فتقلب الاوراق لتقع عيناك علي احدي اللوح الجصية المنحوته والمجلوبه من احدي قاعات قصر الحمراء ثم ورقة من القرأن الكريم من مصر الي احدي اللوح الجصية المنحوته والمجلوبة من احدي ثاعات قصر الحمراء ثم ورقة من القران الكريم من مصر الي احدي الزخارف المنقوشة علي حوض من النحاس الفارسي
وان لم يكن القاري ملما بالتقافات والمعارف من النوحي الفنيه فانه سوف يتعرف علي الانماط الثلاثة الاخيرة والنتمائها للفن الاسلامي مع صعوبة تحديد بلد المنشأ والطرز السائدة فيها وخلاصة هذه التجربة هي كيفية تحديد شخصية الفن الاسلامي ووحدته النسبية وشخصيته التي لاجدال فيها فالفن الاسلامي اخر مولود لنا من فنون العالم القديم مدين بالكثير لفنون من سبقه لان موطنه او المهد الذي احتضنه هو منطقة غرب اسيا التي ظهرت فيها اسمي حضارات العالم القديم فنهل منها الكثير في شتي انواع الفنون الي ان تشبع من عناصرها الفنية وتفاعل بها حتي ثقلت شخصيته وطبع طابعه الخاص واخذ شكله الجديد الذي يختلف عمن سبقه وعلي مر مئات من السنين استطاع الفن الاسلامي صياغة نفسه في اعمال فنيه مميزة وخاصه بع بعيدة تمام عن الانساق القديمة التي نبع منها وابتداء من القرن التاسع بدأنا تحديد طراز لتاج عامود من مدينة دمشق او من القاهرة دون اي صعوبة في التعرف علي طرز التاج وان كان مستوحي من التاج الكورنثي او الكلاسيكي من حيث الرشاقة في الخطوط وانحنائتها في كاس التاج واوراق الاكنتس التي تلتف حوله
وفي القرت الحادي عشر بات التحديد صعبا وفي القرنين الثالث عشر والرابع عشر تعقدت الامور اكثر فاصبح من العسير تحديد طراز التاج ان كان من غرناطة او فاس ولهذا قمنا بتتبع المراحل الفنية المختلفة للفن الاسباني البربري منذ بدايته وتطوره من الاساليب الفنية اليونانية الرومانية لان التواصل بينهما اكيد التيجان ماهي الا امتداد للتاج الكورنثي بعد ان تغيرت ملامحه علي مدي عشرين جيلا من الفنانين فاذا قلنا مثلا ان اللغة الفرنسية التي نستعملها الان ماهي الا لغة الاتينية ولكنها قد ابتعدت علي مر لاسنين والاجيال عن اصولها التي كانت تستعملها فيالق يوليوس قيصر ذلك لان اللغة كأي كائن حي متغير ومتنوه ليتلائم مع مطالب الحياة والسؤال الان كيف انطلقت شخصية الفن الاسلامي وكيف ابتعدت تدريجيا عن اصولها لتعلن عن مولودها الجديد وفي اي تجاه تطورت وما العوامل الجديدة المؤثرة عليها وهذا ماسوف نقوم بدراسته وتحليله فيما بعد وعلينا الان ان نستخلص كل المعلومات التي قامت عليها تجربتنا الاساسية لتحديد الوحدة النسبية للفن الاسلامي والتي اشرنا اليها وان كانت كل هذه الاعمال التي صيغت في اجزاء واقطار تتباعد الاف الاميال والسنين عن بعضها البعض الا ان روح العائلة هي التي وحدت والفت بين تلك الاعمال وهذا المثال نستطيع ان نطبقه ايضا علي كل من اللغة الرنسية والايطاليى والاسبانية التي يدمها رباط القرابة ومثال اخر نذكره للهجات العربيى المتدوالة فحين يتكلم احد رعاة الغنم في بادية الشام او احد كزارعي الدلتا او رجل من الطبقة البرجوازية من مدينة فاس الا انه قد يصععب احيانا ان يفهم كل منهم الاخر علي الرغم من انها لغة واحدة