الخلاصة:
الفن العثماني هو أحد مدارس الفنون الإسلامية والذى استفاد منها فى مجال الزخارف والفنون فترة العصر العباسي والأموي كما استفاد من الثقافات السابقة للبيزنطيين والأرمن والإغريق إلى جانب تدفق التأثيرات الشرقية من صينية وإيرانية مما أثرى الفنون العثمانية بعناصر عديدة صهرت فى بوتقة عثمانية واحدة وتشكل منها طراز فنى فريد تميز عن جميع المصادر التى تطور منها وبدأ ظهور الشخصية الواضحة للفن العثماني فى القرن العاشر الهجري بعد بلوغ الخلافة العثمانية أوج عظمتها وقوتها وقمة توسعاتها.
وقد تميز الفن العثماني باستخدام النمط الهندسي والنمط الرومي المعتمد على الزخارف المحورة من الرسوم النباتية والحيوانية والذى أطلق عليه الأوروبيون مصطلح الأرابيسك وهو التوريق النباتي والحيواني.
وإلى جانب الزخارف الهندسية والأسلوب الزخرفى المحور استعمل العثمانيون أسلوبا واقعياً يمثل الطبيعة فقد وجد الفنانون فى النباتات والزهور والثمار مصدراً غنيا فاعتمدوا فى زخرفة أعمالهم الفنية من البلاطات والأطباق الخزفية على الفروع والزهور كزهرة القرنفل والورد واللاله والرمان والعسل والسوسن والخرشوف بالإضافة إلى استخدام اللون والذى حمل مدلولاً عقائدياً نتج عن التزام الفنان المسلم بعقيدته كالأبيض والأخضر والأحمر والأزرق والأسود والأصفر والذهبي.
وقد تناولت الدراسة نماذج متميزة من الخزف العثماني والتى تم تحليل عناصرها تحليلاً فنياً وابتكار تصميمات طباعية معاصرة تحمل صفات الهوية الفنية العثمانية وتم تنفيذها بتقنية الطباعة بالنقل الحراري وقد أوصت الدراسة أنه من الضروري للباحثين فى مجال تصميم طباعة المنسوجات التعمق فى دراسة فلسفة الفن العثماني بصفة عامة وزخارف الخزف بصفة خاصة لما لها من أسلوب فني إسلامي متميز.