الخلاصة:
لا جدال أن للثورة التكنولوجية والصناعية التى عمت العالم المتقدم تأثير واضح على إبداع الفنانين بشكل عام، سواء كان ذلك من ناحية الموضوعات التى تناولوها، أو من ناحية اكتشاف الخامات الحديثة، التى أصبحت هى الوسيط الذى يجسم به الفنان التشكيلي إبداعه، ولقد ساهم العلم الحديث فى خلق مستحدثات جديدة لم يعرفها الفنان من قبل كالخامات البلاستيكية والمعادن الجديدة وغيرها، حيث أقبل الفنان على استخدام هذه الخامات، ليس فقط لسهولة تطويعها لأفكاره العصرية الجديدة، ولكنه وجدها أكثر إنسجاماً مع الحياة المعاصرة.
فالفنان التشكيلى دائماً ما يبحث عن صياغة جديدة لعصره من خلال المتغيرات والتطورات فى شتى مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية،فقد تغيرت لغة الفن التشكيلى منذ بداية القرن العشرين بما يتلائم مع متغيرات هذا العصر، فهو ينحو نحواً إنتقالياً تجريبياً بغية تأصيل لغة الفكر لتناسب إنسان هذا العصر طبقاً لظروفه الاجتماعية الجديدة وتتفق مع تطور بيئته الجديدة، بما فيها من ظلال لحضاراته القديمة، فهذه الصياغة الجديدة لمفهوم الفن أثرت فى مفهومه للفكر والثقافة الجديدة.
فالبحث عن صياغة جديدة لمفهوم الفن التشكيلى نابع من الثورات الفكرية الجديدة التى اعتمدت على أفكار مستمدة من الحياة العصرية بكل ما فيها من تطورات واختراعات وحروب، خاصة منذ ظهور مصطلح "الفن من أجل الفن ذاته" والذى ظهر فى نهاية القرن التاسع عشر، الذى استخدم على نطاق واسع فى القرن العشرين لوصف الفن الذى لا يحتاج إلى تبرير سواء كان اجتماعياً أو عقائدياً ( ).
لقد طرأ علي النحت الخزفي الكثير من التغيير والتنوع والتفاعل مع الكثير من الفنون الاخري وهذا ما دفع الخزافين إلي التطوير والتغيير وتقديم إبتكارات جديدة، والتي أدت إلي تغيير في المفاهيم الجمالية المرتبطة بالشكل والتصميم للنحت الخزفي بمختلف مجالاته ووظائفه وتقنياته مما أتاح لهم الخروج بأعمالهم الفنية إلي أفاق جديدة تحمل قيماً جمالية تكاد تكون مغايرة لما كانت عليه من قبل.