xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
يقدم البحث دراسىة تسجيلية أثارية ومعمارية لعناصر ووحدات مسجد المرزوقى بمنطقة المرازقة ببلطيم ، وترجع أهمية دراسة هذا المسجد الى أن مدينة بلطيم من المدن الساحلية التى لا تحتوى على الكثير من العمائر الدينية الإسلامية، فتكاد تنحصر آثارها الدينية فى بقايا مسجد ومئذنة الخشوعى الواقع بتل الخشوعى الأثرى غربى المدينة ، والمكتشف من خلال الحفائر التى أجريت هناك بعد طغيان الكثبان الرملية على الموقع ، وفى عدد من الطوابى التى تمثل العمارة الحربية وترجع لنهاية القرن التاسع عشر الميلادى وما قبله.
وتوضح الدراسة طراز هذا المسجد وهو الطراز غير التقليدى لتخطيط المساجد الإسلامية ، وهو عبارة عن مساحة مقسمة الى ثلاثة أروقة ( بلاطات) دون صحن أو درقاعة بواسطة صفين من الأعمدة التى تحمل بائكات ذات عقود مدببة وموازية لجدار القبلة ، ويغطى المسجد سقف خشبى بسيط من ألواح وعروق خشبية. وملحق به قبة للدفن من ذلك الطراز الذى ساد وانتشر بمعظم مدن الوجه البحرى ودلتا مصر، ذات منطقة انتقال من بلاطة مثلثة بالركن ، وخوذة ذات ضلوع وتخويصات رفيعة، كما يحتوى على مئذنة مميزة بشكلها وطرازها تقع منفردة عن الجامع بحوالى خمسة عشر متر، وغير متصلة به وقد سقطت دورتها الثانية والقمة، كما اضيف للجامع ميضأة حديثة تقع ملاصقة لركن المسجد الشمالى، ويحتوى المسجد على تحفة فنية عبارة عن منبر خشبى بسيط فى شكله المتفرد به بين منابر المساجد الأثرية ، ويحتوى على نصين كتابيين أحدهما ضاعت معالمه ويتضمن أية الكرسى ، والثانى يشتمل على نص كتابى بخط الثلث ينتهى بتاريخ الصنع فى آخر ربيع الأول سنة 873هـ/ أكتوبر 1468م ، كما يحتوى المنبر على زخارف نباتية وأزهار نفذت بالحفر البارز ، ويوجد بجوار المسجد متقدماً واجهته الشمالية الغربية ، بينها وبين المئذنة بئر للمياه كان يستخدم حتى أوائل القرن الحادى والعشرين بشهادة أهل المكان لكنه طم حالياً، وما زالت فوهته ظاهرة تدل عليه.
ويهدف البحث إلى توثيق المسجد معمارياً وفنياً وإظهار طرازه المعمارى ، كما أن المسجد قد هجر منذ مطلع القرن الحادى والعشرين وتحولت المنطقة حوله الى مقابر للبلدة، مما ساعد على سرعة تدهور حالته المعمارية بدرجة تهدد بانهياره ، علاوة على انه غير مسجل فى عداد الآثار التابعة لوزارة الآثار ، والدراسة تسلط الضوء عليه حتى يتسنى ادراجه ضمن الآثار التابعة لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالوزارة لترميمه والمحافظة عليه وعلى مئذنته ومنبره والقبة الضريحية الملحقة به ليكون نموذجاً للعمائر الدينية بمدينة بلطيم.