الخلاصة:
المقدمة
الحمد لله الواحد المنان ذي الطول والإنعام يسر أسباب السعادة لمن أراد الخير له والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد أنفس الناس عجما وعربا وأزكاهم محدثا وملما وأشدهم بالمؤمنين رأفة ورحما وزكاه ربه روحا وجسما وحاشاه عيبا ووصما وفتح به قلوبا عميا وآذانا صما وقد كان أفصح الناس منطقا وأقومهم قيلا وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الغر الميامين -رضي الله عنهم- أجمعين إلى يوم الدين .
أما بعد: فإن علم القُرَّاءات من أفضل العلوم تعلقا بكتاب الله وأدقها تحقيقا وتدقيقا وقد تناقلت هذه الأمة كتاب ربها جيلاً عن جيل بواسطة رجال ثقات تستحيل العادة تواطئهم على الكذب فأوصلوه لنا غضا طريا بالسند المتَّصل إلى الحضرة النبويَّة الأفصحيَّة من غير زيادة ولا نقصان ، وقد صَنَّف علمائنا الأجلاَّء كتبا في هذا العلم فأول إمام معتبر صنف في هذا العلم هو الإمام أبو عبيد القاسم ابن سلام- رحمه الله -. وتبعه بعده عدد كبير لا يحصى أمثال ابن مجاهد مسبع السبعة والداني والشَّاطبي وابن الجزري وغيرهم كثير . فمنهم من ألَّفَ في السبع ومنهم من ألَّفَ في الثَّمان ومنهم من ألَّفَ في العشر ومنهم من ألَّفَ في قراءة واحدة ومنهم من نظم نظما كل وما يسره الله له ووصلت كتبهم مشارق الأرض ومغاربها وتلقتها الأمة بالقبول وعليها المعتمد.
وقد بقيت سنَّة التَّأليف بين العلماء إلى زمانا هذا وها نحن اليوم مع علم من أعلام القُرَّاءات في زماننا وهو العلامة عبد الفتَّاح القاضي فكان- رحمه الله -محققا ومدققًّا ألَّفَ كتبا جمَّة ومنظومات ومن بين هذه المنظومات ( السر المصون في رواية قالون ) وهي التي سنقوم بشرحها إن شاء الله تعالى وقد جمع فيها ما اختلف فيه قالون وورش في قالب بديع وسياق سلس سهل يستوعبه كل مبتدئ في هذا العلم و درس رواية ورش وأراد ان يقرأ برواية قالون بشكل ميسر سهل ومع هذا لا يغنيه عن التلقي مشافهةً فهذا الأصل ، والحضور بين يدي المشايخ والعلماء ، وسأبذل قصارى جهدي في تبسيط الأبيات وتوضيحها ما استطعت إلى ذلك سبيلا وعلى التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي الاعلى .
