الخلاصة:
تشكل الطبيعة مصدراً هاماً من مصادر الإلهام لجميع تخصصات الفن والتصميم، لما تزخر به من أنظمة هندسية وحركية.ولما كانت هذه النظم متوافرة فى الطبيعة، فإن قدرة المصمم على استخلاصها والتعرف عليها ضرورة لمعرفة جوهر بنائها، ليصبح إدراك ماهية هذا النظام هو مصدر استلهامه، بل قد يتعدى حدود ذلك النظام ليدرس ويحلل ما ورائه؛ ما وراء الشكل، ما وراء اللون، ولذلك فإن الإستلهام من الطبيعة فى ضوء التكنولوجيا الحديثة والمعاصرة له دور أساسى فى تدعيم جوانب مجالات الفن والتصميم بشكل عام ومجال التنسيق البيئى على وجه التخصيص. والتطور الملحوظ فى شتى مجالات العلوم والتكنولوجيا فى ظل الألفية الثالثة مكن المصمم من إدراك مفاهيم متقدمة للطبيعة، وهو ما لم يكن ممكناً من قبل. وتأتى تكنولوجيا "النانو" فى مقدمة التكنولوجيات المتطورة فى الألفية الثالثة، والتى بدورها تعزز تطوير مفهوم الإستلهام من الطبيعة، فتقنية "النانو" هي التقنية التي تعنى بدراسة المادة علي المستويين الجزيئي والذري، وهو ما ساعد علي إعادة تركيب المادة بشكل يتجاوز الطبيعة الفيزيائية الخاصة بها. وقد شمل البحث مفهوم تكنولوجيا "النانو" وكيفية الإستفادة منها فى تحسين خواص المواد وكذلك فى مجال التنسيق البيئى. وتكمن إشكالية البحث حول مدى إمكانية الإستلهام من الطبيعة من خلال تحليل ودراسة العلاقات التشكيلية للصور الملتقطة على مستوى "النانو" والإستفادة منها فى تصميمات بيئية تحقق التنسيق والتجميل البيئى. وقد اتبع البحث المنهج الوصفى التحليلى والمنهج التطبيقى من أجل الوصول لأفكار تطبيقية تثرى مجال التنسيق البيئى. وقد خلص البحث من خلال الدراسة والتجريب إلى أن العلاقات البصرية واللونية على مستوى "النانو" يمكن أن تعتبراحد المداخل الفلسفية فى استلهام الطبيعة لما تحمله من أبعاد قد توحي بمضامين نفسية فلسفية تساعد المصمم فى استلهامها وتقديمها فى أعمال تفيد المجتمع.
