الخلاصة:
تعــدَّ قضيُّــة التفاعــل مع التــراث من القضايــا الهامة التي تشغل الكثيــر مــن الباحثين على مــرًالعصور، خاصة عندما يكون الحديث عن العمارة الحديثــة وكيفيــة الاســتفادة مــن طــرز التراث المعماري في ضوء الحفاظ على الهوية ، ومصر دولة غنية بالتراث المعماري المتنوع و الذي يعد ثروة حضاري لا بد من العناية بهــا وحمايتها و دراسة كيفية الاستفادة منها.
من هذا المنطلق فانه من الواجب دراســة وتحليل طــرز التراث المعماري المختلفة بمصر بحيث توصلنا إلى معانَّا جديدة يمكن إعــادة صياغتها فــي تشــكيلات معمارية تعطي مفهومــاُ مستقبليا للعمــارة الحديثــة ، وتأكد على الهويةً والانتماء للإرث الحضاري المعماري و العمراني .
وتكمن المشكلة البحثية في اتجــاه كثير مــن طلاب اقسام العمارة إلى محاكاة اتجاهات العمارة المعاصرة من دون التأكيد على الهوية المحلية ، كما انه بمتابعة اداء الطلاب في العديد من اقسام العمارة فيما يخص المشروعات التي ترتبط بالطرز المعمارية التوراثية ، وجد ان اداء الطلاب فيه عدم دراية كاملة بمفردات تلك الطرز، كما كانت محاولات الطلاب في محاكاة مفردات الطرز المعمارية و الاقتباس منها في اغلب الاحيان ضعيفة جدا و غير مدروسة بالشكل الكافي ، مما حد من قدرتهم علي الابداع و الابتكار والتأكيد على الإرث الحضاري.
لذا تهتم الدراسة بالبحث و التحليل عن اسباب تلك المشكلة و محاولة ايجاد حلول لها من الجانب النظري و العملي ، و بالاخص فيما يتعلق بمواد التصميم المعماري و نظريات و تاريخ العمارة و المواد المكملة و كيفية ان تعمل هذه المواد بشكل متكامل في اطار برامج اقسام العمارة ، بهدف التركيز علي اهمية طرز التراث المعماري في تنمية التفكير الابداعي للطلاب و الاستفادة منها في تطوير العمارة الحديثة بمجتمعنا.
