الخلاصة:
اجتاحت مصر بعض الاوبئة الفتاکة خلال عصر الممالیک 648 – 923 هـ واتت بعض الطواعین على راسها ولعل من اشدها فتکا طاعون عام 749 هـ والذى ترک اثارا سیاسیة واقتصادیة واجتماعیة ودیموغرافیة وهو الطاعون الذى اصاب بلاد الشام والحجاز ومصر خلال عصر السلطان الناصر حسن وکان قوة هذا الطاعون فى غرب اوربا وظل حوالى سبع سنوات حتى قلت جمیع البضائع لقلة الوارد منها کما تهدف الدراسة الى تسلیط الضوء على مظاهر طاعون عام 749 هـ واثاره المتعددة الایجابیة والسلبیة على مصر خلال ذلک الوقت علاوة على الاجراءات الاحترازیة والوقائیة للسلطة المملوکیة للحد من انتشار الطاعون فى کافة المدن الکبرى المصریة مثل القنوت فى الصلوات المختلفة وقراءة صحیح البخارى والخروج الى الصحارى والاجتماع فى المساجد والجوامع
کما ترکز الدراسة ایضا على الترکیز الى اهم الاثار السلبیة التى ترتبت على طاعون عام 749 ه مثل اعادة التوزیع الدیموغرافى للسکان فى کافة المدن والاحیاء المصریة وابطال الاذان والصلاة فى المساجد الواقعة فى الاحیاء الموبوءة وتعطل الزراعة خصوصا فى اوقات الحصاد لموت عدد کبیر من الفلاحین وتوقف حرکة الصید والملاحة وغیرها من النتائج السلبیة فى ذلک الوقت
وانتقل هذا الوباء الى قارة اوربا عن طریق السفن الجنویة التى جابت البحر المتوسط وحملت معها العدوى الى موانئ ایطالیا ومن ثم انتقل الوباء الى کافة المدن الاوربیة وقد افنى هذا الوباء ثلث سکان اوربا على الاقل فى ذلک الوقت.
ویعتبر الطاعون نوع من الامراض المعدیة وهو ورم ردئ قتال یخرج معه التهابات شدیدة ومؤلمة ویصیر لون الجلد حول تلک التورمات اخضر او اسود وتحدث هذا التورمات فى اماکن محددة من الجسم مثل الابطین وخلف الاذن وفى العضلات الرخوة من الجسم عموما وهذا النوع من الطاعون یعرف باسم الطاعون الدملى او الغددى وهو معدى جدا حیث ینتقل من الحیوانات الحیة او المیتة الى الانسان .
وترکز الدراسة ایضا على اهم الاجراءات الوقائیة والاحترازیة التى اتخذتها السلطة المملوکیة فى مصر للحد من انتشارالوباء وتقلیل اعداد الوفیات بقدر الامکان فى مختلف المدن والقرى المصریة فى ذلک الوقت.
