الخلاصة:
لطالما كان الخط العربي أحد أهم عناصر الإبداع التشكيلى فى مختلف أنواع الفنون البصرية. فالحروف العربية فى حد ذاتها إبداع تشكيلى و لها فلسفتها و إيقاعاتها العضوية و معانيها و تتميز بطواعيتها فى التشكيل وإمكانية صياغتها بأساليب متعددة بما يتيح للفنان التعبير عن الحركة و الكتلة وفق نظم جمالية تشكيلية.
يهتم هذا البحث بالتأكيد على قيمة الحروف العربية كموروث ثقافى عربى ينبغى الحفاظ عليه و تطويره و توظيفه فى مجالات تصميم الفنون التشكيلية بشكل عام وفى فن التصوير الجدارى بشكل خاص. حيث ان فن التصوير الجدارى من أقدم الفنون البصرية التى تسجل وتعكس سمات و مظاهر حياة المجتمعات الإنسانية عبر التاريخ. ويتميز التصوير الجدارى فى وقتنا الحالى بأنه خروج بالفن خارج حدود المعارض والمتاحف بشكل يجعله أكثر ارتباطًا بالجمهور المتلقى مما يضع على عاتق المصور الجدارى تحدى أكبر وهو الإرتقاء بالحس الفنى للمتلقى والحفاظ على التراث وتعزيز الهوية.
و يتناول هذا البحث دراسة التشكيل بالحروف العربية فى الجداريات المعاصرة فى بعض من بلدان الوطن العربى مثل السعودية، الإمارات، قطر، البحرين، مصر، تونس، المغرب. والتى تم تنفيذها بتقنيات مختلفة من تقنيات التصوير الجدارى مثل: الفسيفساء – التصوير على البلاطات الخزفية– الملونات الحديثة. والتى تمت بدعم من وزارات الثقافة والجامعات العربية والمؤسسات المدنية الثقافية والفنية سعيًا للحفاظ على التراث والهوية.
اعتمدت بعض تلك الجداريات على توظيف الحروف كعنصر من تكوين الجدارية بشكل مقروء وفق قواعد الكتابة، الا أن معظم الجداريات المعاصرة فى الوطن العربى التى اعتمدت على التشكيل بالحروف كانت لا تتعلق بالمضمون اللغوى أى أنها غير مقروءة للتأكيد على امكانات الحروف العربية و قدرتها على التجديد و مواكبة الحداثة العالمية فى التصوير الجدارى.
