الخلاصة:
حفل التصوير المغولي الهندي بالعديد من الموضوعات المهمة، التي يمكن من خلالها استنباط الكثير من الملامح الفنية والتاريخية للحضارة الإسلامية في الهند إبان فترة حكم أباطرة المغول، وقد وصلنا عدد من هذه التصاوير يمثل الجسور المشيدة على القوارب سواء في مناظر الحياة اليومية أو في مناظر القتال، وقد اعتمدت الدراسة على حصر النماذج التي وصلتنا لجسر القوارب من خلال التصوير المغولي الهندي وبعض رسوم المستشرقين، إضافة إلى تحليل ما ورد من معلومات عنه في متون المصادر الإسلامية والمغولية الهندية؛ وذلك نظرًا لندرة ما وصلنا من معلومات عن جسر القوارب، كل هذا بهدف استنباط المزيد من المعلومات عن أشكال تلك الجسور وطرق تشييدها، مع دراسة أساليب ربطها بالحبال أو السلاسل الحديدية الضخمة، ومقارنة طرق تثبيتها في النهر كي تقاوم تيار المياه ولا تتفكك، مع استخلاص الوسائل المختلفة التي كانت مستخدمة في تغطية ممشى الجسر والتي تنوعت ما بين التراب والغاب والقش، وبيان مدى واقعية ما وصلنا من تصاوير لجسور القوارب في كل من التصوير المغولي الهندي ورسوم المستشرقين، وقد تم اتباع المنهج الوصفي التحليلي إذ قامت الدراسة بحصر تسع تصاوير لجسر القوارب تنسب إلى التصوير المغولي الهندي، إضافة إلى أربعة رسوم قام برسمها إلى المستشرقون الأجانب، ونستنتج من التصاوير موضوع الدراسة انتشار جسر القوارب في العديد من المدن الهندية مثل دلهي وأجرا ولاهور وغيرها...، كما يعد نهر الجانج من أكثر الأنهار التي وصلتنا تصاوير ورسوم تصوره وقد علاه جسر القوارب وربما يعود ذلك إلى أنه يعد أطول أنهار الهند إضافة إلى مكانته وقدسيته عند الهنود. وتبين كذلك انتشار جسر القوارب في التصاوير والرسوم التي تمثل شمال الهند سواء في كشمير أو غيرها.
