الخلاصة:
يهدف هذا البحث إلى إماطة اللثام عن أثر من الآثار الإسلامية الغير مسجل ضمن قائمة الآثار الإسلامية بالقاهرة ، كما لم يتناوله أى من الباحثين من قبل , وذلك في ضوء اللوحة الكتابية التأسيسية المحفوظة بمخزن قلعة صلاح الدين بالقاهرة (سجل رقم ت/3) والتي تنشر لأول مرة, وتعد اللوحات الكتابية من العناصر المهمة التي تساعد في دراسة المنشأة المعمارية , حيث تتمثل أهمية النصوص التأسيسية في أنها تحدد ماهية المنشأة سواء أكانت سبيلاً أو جامعاً أو مدرسة إلي غير ذلك من أنماط متعددة , فضلاً عن تاريخ الإنشاء والإنتهاء وأحياناً تحديد مراحل الإنشاء المختلفة , تتضمن كذلك اسم المنشئ ولقبه ووظائفه , ويفيد ذلك في دراسة الألقاب من جهة والتأريخ والنظم الاسلامية من جهة أخرى , وتعد اللوحة الكتابية موضوع البحث بمثابة وثيقة هامة وشاهد قوي على الغرض الذي كتبت من أجله حيث يصعب تزويرها أو الطعن في قيمتها , تؤرخ هنا لسبيل مندثر لمنشئه "سليل الرفاعي الفخر ابن الدنوشري محمد" , وتاريخ الإنشاء " سنة 1127هـ" , هذا وتعتبر الأسبلة المائية جزء من أجزاء الوقف الخيري، والذي يقصد به الواقف من ورائه التصدق على وجوه البر، سواء أكان على أشخاص معينين كالفقراء والمساكين والعجزة ، أم كان على جهة من جهات البر العامة ، كالمساجد والمستشفيات والمدارس وغيرها ، مما ينعكس نفعه على المجتمع , وسيتناول البحث دراسة اللوحة الكتابية من حيث الشكل والمضمون , وتعتبر دراسة الكتابات الأثرية العربية من حيث المضمون، ذات أهمية في الدراسات الأثرية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية٠٠وغيرها من الدراسات الأخرى، وذلك لما تحويه هذه الكتابات من مضامين مختلفة حيث تتنوع موضوعات الكتابات العربية على الآثار الإسلامية فمنها: الكتابات الدينية (الآيات القرآنية ، والعبارات الدعائية) ، والكتابات التأسيسية ، والكتابات الجنائزية , وأيضا الكتابات الموجودة ضمن عقود الملكية وعقود الزواج ، ونصوص الوقفيات والوثائق بنوعياتها المختلفة ؛ ومن خلال دراسة هذه الكتابات يمكن الاستفادة من مضمونها جميعها، وذلك بمقارنتها بما هو موجود بالمؤلفات التاريخية والدراسات الأثرية المعاصرة .