تصميم الزجاج المعاصر في مصر

Abstract

من المعروف أن التراث الإنساني لم يولد فجأة بل كانت هناك دائما مقدمات لذلك التراث وقد عرف فن الزجاج منذ بداية التاريخ في عمل أدوات الزينة والأدوات الاستخدامية اليومية والأسلحة والأدوات الدفاعية كما ارتبط ارتباطا وثيقا بالعمارة وكثر من الأعمال الزجاجية محفوظة في متاحف التاريخ والفنون بجميع أنحاء العالم. والواقع أن قصة الزجاج لا تسير في خط منتظم وذلك بسبب الظروف والأهداف والمصادر البالغة الاختلاف في فن وصناعة الزجاج من عصر إلى عصر ومن بلد إلى اخر يختلف جغرافيا وثقافيا وحضاريا. وقيل أن صناعة الزجاج ليست مجرد صناعة ذات طابع يقوم على المنفعة وحدها وانما هي ابتكار فطرى تلقائي انبثق من روح الإنسان وتحقق بفضل براعته الفنية. فهو إذن فن من الفنون النفعية. تلك الفنون التي برع فيها المصريون القدماء قبل عصر الأسرات حيث قاموا بعمل العيون الزجاجية التي استخدمت في ترصيع الأقنعة والتماثيل والتوابيت و بعد عصر الأسرات بدأ هذا الفن يتجه إلي الغرض النفعي والجمالي وقد ترك لنا فاني هذه الفترة الكثير من العقود والتماثيل الزجاجية وأيضا زجاجات العطور والكاسات الملونة التي تشهد علع براعتهم. وفى عصر النهضة الاوربية بدأ يحاكى القصة الدينية فى فتحات الكنائس والكاتدرائيات وكذلك الى التوثيق التاريخى ورسم الشخصيات الحاكمة وكان الفن فى هذه الفترة يحاول نقل الواقع نتيجة لبراعة الفنان فى عملية المحاكاة بالدخول فى اعماق الموضوع ليبرز المضمون القصصى او الخيالى او الدخول فى القيم الجمالية التى تعيد الفن الى الكلاسيكية وتقاليدها خاصة فى اعمال الزجاج المعشق وبعدها اخذ هذا الفن بصفة عامة الطابع الابداعى المستقل عن الارتباط بالزينة والعمارة بل اصبح فنا له قواعده ومتطلباتة واستمر فى تطورات متعددة ضمن حدود مفاهيمة الجمالية وعلومه الفنية الى ان حاول الفلاسفة ابرازة بنظريات واراء متعددة تعتبر من اهم نظريات الفن فى العصر الحديث . وظهرت نظريات جديدة للفن وخدمة الفن للفن كعمل ابداعى ، واننى من خلال بحثى وقراءتى فى علوم ونظريات الفن اؤكد على ان الفن الاسلامى كان اقرب الفنون الى نظريات الفن للفن من فن عصر النهضة فقد اهتم الفنان المسلم بالاعمال الفنية من اجل الجمال والتزين وليس من اجل محاكاة موضوعية عامة ونرى ذلك من خلال تاريخ الامراء والحكام المسلمين ومنهم امير المؤمنين "هارون الرشيد "الذى اهتم بفن الزجاج وزخرفتة بالمينا وتذهبية بما يتناسب والقيمة الجمالية للعمل الزجاجى حيث اصبحت هذة الاعمال من اهم ما يهدية الى اصدقائة وبعد ذلك جاءت الدولة الطولونية التى اهتمت بالزجاج المسطح الملون باسلوب يغلب علية فكرة الابتعاد عن النقل والمضمون القصصى الكلاسيكى وتطور فن الزخرفة والكتابات المنقوشة على الاعمال الجصية المعشقة بالزجاج الملون والمسماة بالشمسيات والقمريات والتى تدل على روعة التصميمات التى امكن تنفيذها فى هذه الفترة خاصة فى مصر التى كانت الحضارة الاسلامية فيها لا تزال وستظل دائما فياضة بكل ما يضئ ويفيد ويثرى الحياة الفنية وخاصة فى مجال الزجاج .