xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
الزجاج أحد أهم المواد التي شهدت تطورا كبيرا في العصر الحديث خاصة في مجال العمارة لما تحققه من متطلبات
جمالية ووظيفية وقدرته على تحقيق التكامل والاستجابة والتعايش مع البيئة والزجاج المسطح الملون المستخدم في العمارة مازالت
مصر تستورده من الأسواق العالمية حتى الآن. حيث اقتصر انتاجها على ثلاثة ألوان فقط في مصر. وبرغم التاريخ المشرق الذي
تميزت به مصر على مسرح الحضارة العالمية والتي لا تزال أعمال المصريين القدماء خالدة إلى الآن مثل الأهرامات التي تحمل
الدليل الناطق عن وجود منشآتهم وإعجازهم الفني الذي سبق العام أسره بابتكاراته الحضارية الرائعة وموارده البيئية الكثيرة التي
ساعدت على نشأة هذه الحضارة وإنشاء صناعات كثيرة مثل الخزف والنحت والزجاج. الذي تطور قديماً ويشهد التاريخ وتشهد
متاحف العالم أن الزجاج والحلى الزجاجية المصرية قد نشأت قبل 1400 سنة قبل الميلاد. ففي متحف المتروبوليتان للفن بنيويورك
كأس خاص بالملك تحتمس الثالث يرجع تاريخه إلى سنة 1450 ق.م. وبالمتحف المصري إناء أخضر اللون على هيئة زهرة
اللوتس وبعض الخرز الملون والأعمدة الزجاجية والعيون الملونة التي كانت ترصع بها تماثيل المومياوات وتعود إلى القرن 1550
ق.م. إلى جانب عصى امنحتب الثالث المحفوظة بمتحف برلين وتعد أقدم الآثار الزجاجية التي أكد صحة تاريخها العلماء سنة
1797 ق.م. إذا فمصر من أوائل الدول التي كان لها السابقة في صناعة الزجاج الملون ولا نعلم سر هذا التدهور الذي أصاب
هذه الصناعة الآن ورغم ذلك فلم تتجه الدراسات والبحوث العلمية الحديثة إلى إعادة صناعة الزجاج وتطويرها لتكون كالسابق
بمصر بتميزها باختلاف ألوانه وأنواعه وخواصه. وكنتيجة لتعدد المواد والخامات والعناصر المستخدمة في الخلطة وأيضاً لم تمتد يد
التصنيع إلى الاستعانة بالمتخصصين لإجراء التجارب العلمية والمعملية التي تساعدهم وتفيدهم في التطوير ليتناسب مع مستوى
انتاج الزجاج وازدهاره عالمياً. ومن هنا كانت
مشكلة البحث تتحدد في إعادة إحياء صناعة الزجاج المصرية مستغلاً الخامات
الطبيعية المتوافرة مع إضافة عناصر ملونة مثل الكوبلت والكروم للحصول على بلاطات زجاجية نحتية بعدة درجات لونية
وتخفيض درجة حرارة الانصهار و
هدف البحث هو التوصل إلى انتاج أعمال فنية من الزجاج الملون وانتاج بلاطات زجاجية للواجهات المعمارية من الزجاج المصنع
بالخامات الطبيعية المتوفرة في البيئة المصرية مثل الرمال بمنطقة أبو ذنيمة بسيناء والأحجار الجيرية المنتشرة بمنطقة سملوط.
وكذا أحجار الدولوميت المتوافرة على السواحل المصرية وكذا الفلسبار والألومنيوم الموجود بالأ حجار النارية المنتشرة في مدينة
أسوان والصودا آش )أملاح كربونات الصوديوم( المنتشرة في مناطق الملاحات بالإسكندرية. وعمل خلطات زجاجية جديدة يمكن
أن يضاف إلى مواصفاتها تقليل درجات حرارة الإنصهار لتخفيض الطاقة وإطالة العمر الافتراضي لأفران صهر الزجاج عن طريق
إضافة أكسيد البورون والباريوم وزيادة نسبة أكسيد الألومنيوم إلى الخامات الأولية للخلطة الزجاجية مع إضافة مركبات أكاسيد
الكوبالت في صوره المختلفة الثلاثية والرباعية التكافؤ للحصول على صفات لونية مختلفة. ثم تتم إعادة التجربة بالإضافة إلى
خلطة الزجاج الشفاف نسبة من مركبات الكروم في صورة أملاح كرومات وأكاسيد ثلاثية أو سداسية التكافؤ للحصول على صفات
لونية بدرجات مختلفة. وفي درجات حرارة منخفضة. ويتم الاستفادة من هذه الخلطات الملونة الناتجة في عمل الزجاج الفني ذو
الثلاثة أبعاد وكذلك عمل البلاطات الزجاجية الشفافة للق واطيع الداخلية في العمارة وعمل بلاطات تصلح لتكسية الحوائط والأعمال
الفنية المعمارية خارجياً وبذلك نكون قد حققنا مكاسبنا لصناعة الزجاج المصري إلى جانب تطوير العمارة لتتناسب مع البيئة
المصرية بأعمال فنية من الزجا ج ولتحقيق ذلك تم اتباع الخطوات التالية :
• دراسة لعمل زجاج مصري في درجة حرارة منخفضة.
• إمكانية تلوين الزجاج الناتج من البحث بإضافة أكسيد الكوبالت والكروم بنسبة قليلة .
• انتاج أعمال فنية زجاجية وبلاطات نحتية من الزجاج الناتج للتجميل المعماري.