xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
إن التحديات التي تعيشها الأمة العربية و الأسلامية في سعيها لتأكيد هويتها الحضارية في ظل الألتباس و الأفكار
المتناقضة المعادية للأسلام . كل ذلك يجعل المجتمع الآسلامي المتحضر يحاول البعد عن التطرف و الارهاب فنظرة -
الاسلام الى الأنسان أنه أكرم مخلوقات الله على الأرض ، كما جاء في آيات الذكر الحكيم من القرآن الكريم.
" و لقد كرمنا بنى أدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا
تفضيلا" و قد أكد الاسلام على دستورية العلاقة بين المسلم و غير المسلم فقال " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في -
الدين . و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا اليهم . ان الله يحب المقسطين " فالأية واضحة تماما في تقرير
العلاقة بين المسلمين و غيرهم ، أي أنها علاقة قائمة على آمر أعظم من العدل الذي اعطى كل ذي حق حقه، و يذكر الق آ رن
ممي ا زتهم من الرحمة و ال رأفة و أنهم مترفعون ) عن الذين كفروا ( و يحض على مساعدتهم و تناول الطعام معهم و أباح
الزواج من نسائهم بمعنى علاقات أجتماعية طبيعية كاملة، أما فيما يخص الجانب الديني يطالب القرآن بالنقاش السلمي لا
بالأرهاب التطرف أستناداً إلى كون إله الأسلام و المسيحية و اليهودية اله واحد . و من هذا المنطلق فدور الفن في الاسلام
يجب ان يعمل على مواجهة التطرف و الارهاب . فالفن قادر على مقاومة الارهاب إذا ماتم توفير المؤسسات الثقافية الكفيلة
بإحتضانه و تشجيعه و تحقيق المصالحة بين الشباب . من خلال إظهار الكلمة الحلوة الحرة و اللوحات الحياتية المعبرة التي
تفيد مشاعر الفرح و تعرف الشباب بثقافة و فكر دينهم . مشدداً في الوقت نفسه على فكرة أن الأرهاب يدمر و الفن يبني .
أن المجتمع يحتاج إلى ثقافة فعلية و عميقة و متآصلة تكون سلاح لمقاومة التطرف من خلال العمل على أعداد
منظومة تربوية تعلم الفن و الأدب و الموسيقى لتكوين قاعدة فنية تراهن على خلق مواطن متوازي و سوى بالإضافة إلى العمل
على إدراج عنصر العقل ، و الفن الجميل الى الانسان و دفعه لأعمال الفكر و تجاوز اليقين و عدم إدخال عنصر الشك إليه
مما يجعل الإنسان قادرا على التفكير مضيفاً أن الشباب الذين يلتحقون بالمنظمات الإرهابية لا يحكمون العقل و ليست لديهم
رؤية فنية مسامحة ويحكمون على الأشياء فكرياً بقمع الإبداع حتى غدا إرهابياً عنيفاً . ينطلق نحو اتجاهات جانحة في المغالاة
في التحريم للفن و التصوير دون الاتجاه الى الوسطية التي تحقق التوازن . خاصة في المجال الفني و الإساءة إلى الإسلام و
تشويه صورته و السخرية من علمائه ، و الرغبة في القضاء عليه ، ليعيش المجتمع آمناً مطمئناً ، دون أن يذكر العوامل
الحقيقية في نشوء الإرهاب و نموه داخل مجتمع عرف على مدى تاريخه بالطيبة و التسامح إلى درجة التفريط أحياناً في حقوقه
إيثارا للسلامة .