الخلاصة:
ان الفنون هى اوعية ثقافية تنبئ عن اصالة الشعوب ونبض احساسها وعقولها وهى دائما تكون الدافع للانسان ليكون اكثر رقيا وتحضرا ، فالفن هو واضع بصمات التقدم العلمي والتكنولوجى للانسانية من خلال اخصاب القيم المستقبلية بارصدة الخبرة والابداع ، فما من حضارة لها نظامها الفلسفي والثقافى والسياسي والعقائدي الا وقيم التعرف عليها فى اعماق ابداعتها من خلال تراثها الفني وصور الابداع الجمالى من خلال منتجاتها ،فالفن مرأة حقيقية لاستنباط كوامن الشعوب واتجاهاتها الفلسفية فى يومياتها وذلك هو شآن الفن الاسلامى.
فالابداع التراثى الناتج من الفن الاسلامى حافل بكل الامكانات والابداعات التى تميزه عن غيرة وتجعل له طابعا خاصا والتى تفرد له مكانا شامخا فى مواجهه كل الفنون فى كل البلاد وفى كل العصور ومن هنا كانت شخصية هذا الفن متميز عميقة الجزور مرتبطة اشد الارتباط بالارض التى نشا فيها . ايضا يمكن القول بان الفن الاسلامى معايير وقيم يقوم عليها. تتجاوب مع المبادئ الكلية للعقيدة الاسلامية السمحة تلك المعايير والقيم التى يريد الفنان التشكيلي الغربى المعاصر ان يلتزم بها فيها ينجزه من اعمال ومشروعات تشكيلية ،فالنظرة التجديدية لا تقوم على رفض التراث جملة وتفصيلا ولا تقوم ايضا على الوقوف عند التراث كما هو مدون بل ان اي محاولة لتاويلة وتطويره بل ان النظرة التجديدية تعبر عن الثورة الفكرية من داخل التراث نفسه بحيث يكون متفقا مع العصر الذى نعيش فيه ، وقد استمر التواصل الحضارى فى العمارة العربية الاسلامية منذ البدايات الاولى للعمارة والعمران فى المنطقة العربية ، وتحولت كل حضارة الى مجال خصب للدراسة والاقتباس والتطوير من قبل الحضارات التى تلتها. ويتمثل الحوار بين الحضارات ملمحا ممتدا عبر التاريخ البشرى فهو تقليد حضارى وفعل ثقافى مورث بين الحضارات البشرية فى كل العصور . وتعتبر الدعوة الى تاصيل القيم المعمارية الاصيلة فى العمارة والتخطيط العربي المعاصر هى دعوة لحماية الذاتية القومية العربية الاسلامية من عوامل التشوية والتغريب والجهل باهميتها وخصائصها المتوارثة عبر الاجيال ،وهو عملية مستمدة ودائمة ومتواصلة كما انه لا يجوز ان يفسر على انه يعنى الغاء (الذاتى الخاص ) بمعنى الخصوصيات الثقافية لكل حضارة ولكن الفهم الصحيح له يقع فى دائرة (الذاتى المشترك) اي الجوانب الانسانية المشتركة بين الحضارات ، فلا مكان للهيمنة الثقافية او الايدولوجية بمعنى تحقيق الذات الحضارية . ومن هنا جاءت فكرة البحث لدراسة فلسفة الحضارة الاسلامية واثرها على الانسان الغربى.