الخلاصة:
جاءت الحضارة الصناعية فى المد الثانى من موجات بحور العلم العاتية والتى ظهر فيها بدء اليات جديد فى سوق الانتاج وفرتها النظم الرأسمالية والرجوازية، والتى استحدثت فيها المصانع والمدن الصناعية فزاد الاحتياج للطاقة, وقد عاش الانسان فى مدينته الصغيرة واغلب اعتماده على الصناعة ،هذا اختراع الثورى تحولت بمقتضاه وسائل الانتاج والصناعة من الصناعة اليدوية الى الالة الميكانيكية ومن الورشة الصغيرة بالمسكن الى المصنع الكبير ،وقد تركزت الصناعه المعتمدة على الالة البخارية فى مناطق استخراج الفحم كما حدث فى انجلترا والمانيا وفرنسا وذلك لاعتماد البخار على الفحم وبهدف تخفيض تكاليف الانتاج ،ونتيجه لكبر حجم المصانع فقد ادى ذلك الى استخدام عدد كبير من العمال ونتج عن هذا هجرة اهل الريف الى المدن ؛مما ادى الى تضخمها وتزايد حجمها منذ مطلع القرن التاسع عشر فقد تحولت قرى كثيرة الى مدن ونمت مدن صغيرة ، وقد ادى استخدام البخار فى تسيير القطارات البخارية الى سهولة الاتصال بين الريف والمدن وشجع على زيادة الهجرة الى المدن طلبا لفرص العمل الممكنة بها .
وقد اتجهت العمارة فى مصر الى الاتجاه الذكى نظرا للتلوث البيئى والارتفاع المستمر فى تكاليف الطاقة على المستويين المحلى والعالمى فتوجه الاهتمام الى الحفاظ على الطاقة وترشيد استهلاكها وكذلك العمل على حماية البيئة والحفاظ على مواردها .كان لهذا التقدم والوعى البيئى فى العقود الاخيرة فى مصر الحاجه الى اتجاهات حديثة منادية بالعمارة البيئية مثل العمارة الخضراء والحركة المستدامة اخذة فى الاعتبار الاهتمام بنمو التطور التقنىوالاعتماد الكلى على التقنيات العالية والحاسوب والتكنولوجيا الرقيمة والاتصالات ويقود هذا الاحتياج من التكنولوجيا البيئية الى التواصل الى العمارة الذكية ومن امثلتها فى مصر (القرية الذكية ) فالذكاء التكنولوجي الحديث فى العمارة اصبح يشمل جميع اجزاء المبنى بدءا من المواد والخامات المستخدمة وانتهاءا بالحوائط والواجهات وصولا بالمبنى كوحدة كاملة تعرف باسم المبنى الذكى smart building وتعتمد استراتيجية تصميم المبانى الذكية علي الغلاف الخارجى لتحديد عدة مبادئ اهمها الاعتماد على الاضاءة والتهوية الطبيعية والتحكم في الاكتساب الحرارى والحماية من الحريق وتحسين اداء الواجهة جماليا ونفعيا لتقديم اكبر قدر من الراحة والخصوصية داخل المبنى وكذلك الشفافية , وفتح مجال رؤية واسع لمستغلي المبنى من الداخل وهذه المواصفات لا تحققها اى مادة من المواد المستخدمة فى العمارة سوى الزجاج . ومع التقدم التكنولوجى الحديث اكتسب الزجاج صفات جعلته ذات كفاءة وفاعلية تتناسب وتصميم الواجهات المعمارية من خلال التحكم الالي فى تركيبها وانظمتها التى تساعد على تقليل الاحمال وتخفيض التكلفة الكلية للمبنى وتقليل الاحتياج لمصادر الطاقة وتقديم افضل الحلول المناخية واليئية لرفع معدلات الكفاءة الانتاجية والصحية لراحة شاغلى المبنى.
