الخلاصة:
يهتم البحث بدراسة الخزف في عمارة المساجد،حيث انه وعلى الرغم من التنوع الكبير في أسلوب تناول الخزف في
العمارة الإسلامية عبر العصور الإسلامية إلا أن الدراسات المتخصصة التي تناولت دور الخزف في عمارة المساجد تحديدا
تعد نادرة ومحدودة، وبخاصه باللغة العربية. لذلك هدفت الدراسة الى تقديم دراسة تحليلية متخصصة في خزف المساجد
وإمكانياته المعمارية والجمالية. وتقديم دراسة مقارنة بين أنماط توظيف الخزف في عمارة المسجد يستمد البحث أهميته من
القيمة التي يحملها المسجد في المجتمع المسلم، فهو محور ومقصد المسلمين كل يوم وهو روضة القلوب وراحتها. كما تمتد
الأهمية إلى مجال التخصص، حيث تفتح الضوء على أحد أكثر مجالات توظيف المنتج الخزفي ثراءً والتي لا تزال باقية ما
بقي المسجد.
واعتمدت منهجية البحث على المنهج التحليلي وذلك من خلال ثلاثة محاور رئيسية، هى معايير بناء المسجد وعلاقتها
بالأداء الوظيفي ومعايير البيئة.و الطرز المعمارية والعناصر المعمارية الأساسية والمكملة للمسجد. واخيرا تحليل الخزف
في مساجد: )الحسن الثاني( بالدار البيضاء، ومسجد )شيخ لطف الله( بأصفهان ومسجد )السلطان أحمد ( بإسطنبول. حيث
ركز البحث في المحور الأول والثاني على الاعتبارات الوظيفية والبيئية الأساسية في تصميم عمارة المساجد، والمؤثرات
البيئية مثل: المؤثرات البصرية والسمعية والحسية وعلاقتها بتحقيق الغرض الوظيفي للمسجد. وتناول العناصر المعمارية
لعمارة المسجد، وتأثير تغير الطراز على تصميم وشكل العناصر المعمارية المختلفة للمسجد. ثم انتقل في المحور الثالث
لدراسة تحليلية لثلاثة طرز من المساجد، تميزت بتوظيف الخزف بأنماط متنوعة عكست أثر الموروث الحضاري لكل
طراز. وخلصت الدراسة للتأكيد على أهمية أن يكون التصميم بمفهوم كلي أي تصميم السياق لتحقيق الاعتبارات الوظيفية
والرمزية والاتساق والترابط بين عناصر المسجد. كذلك توظيف القيم التشكيلية للخزف في البعد الثالث بالاضافة الى
التشكيل اللوني
