الخلاصة:
عادة ما تكون الدراسات و البحوث تدور حول مشكلات او مواضيع مختلفة و لكن مما لا شك فيه انها كلها تصب لخدمة
الانسان و ما يواجه في رحلة الحياة.
تتميز الشعوب عن بعضها البعض بهويتها التي تعد جزء لا يتجزأ من نشأة الأفراد حتي نهاية تواجدهم في الحياة وهذا التميز
قد يكون من خلال سمات عرقية ،عادات – تقاليد – خبرلت – أقاويل......الخ و عندما تنتقل هذه السمات عبر الأجيال فنحن
هنا في صدد الحديث عن موروث ثقافي.
ولهذا فالحديث عن مفهوم الموروث الثقافي و الهوية ينتج لنا حديثا عن مركب متجانس الأركان فالتطرف في الحديث عن
الموروث الثقافي من حيث التعريف و العناصر ما هو الا حديث عن الهوية الوطنية و ما تحمله من آثار إنسانية في عدد من
المراحل الزمنية و التاريخية المختلفة ليشمل بذالك الموروث المادي و غير المادي.
و إذا أضفنا لهذا المركب المتجانس المكون من الهوية و الموروث الثقافي عنصر الفن، فنحن هنا نضيف مرآة تعبر عن
ثقافة الشعوب عبر الأجيال المتتابعة.
وقد اختارت الباحثة فن الرسوم المتتابعة لاستعراض بعض من النماذج لعدد من الدول المختلفة لستبيان مدي تآثر هذا الفن
للموروث الثقافي لهذه الشعوب كل علي حده و مدي فاعلية ذلك في التعبير عن هوية هذه الشعوب و عن سبب اختيار هذا
النوع من الفن لما له من طبيعة خاصة حيث يعتبر السهل الممتنع في ذات الوقت كما يفضله الكثير من الفئات العمرية علي
اختلافها مما يعطيه صفة مهمة الا وهي صفة الانتشار ويقع علي عاتق هذا الانتشار مسؤولية التعبير عن المتطلبات الفكرية
المختلفة لقاعدة كبيرة من المتلقيين و لضمان الاستمرارية والتوسع في التواجد فيستقي هذا الفن قوامه من جذور الماضي
) التراث علي اختلاف انواعه ( لخلق حاضر له مستقبل.