الخلاصة:
اتسمت المساجدُ العثمانیةُ الواقعةُ فی القرى الصغرى فی محافظات غرب الأناضول مثل محافظة أفیون Afyon، وآیدن Aydın، ودینزلى Denizli ببعض السمات الفنیة الفریدة التی تُمیِّزها عن غیرها من المساجد الواقعة بالمدن الكبرى بنفس المحافظات والتی تتبعها إداریًّا هذه القرى ، سواء من حیث الأسلوب الفنی المستخدم فی تنفیذ الزخارف وهو أسلوب الرسم بالقلم أو القلم کاری Kalem işiالذى ظهر منفردًا ومنفذًا بكثره فی أماکن عدة بهذه المساجد القرویة لاسيما على الجُدْران من الداخل التى كسيت بالجص وعلى المحاريب والمنابر وكراسي الوعاظ والمحافل .أو من حیث العناصر الزخرفیة المنفذة نفسها والتى تنوعت أشكالُها ما بين الزخارف النباتية مثل زهرة القرنفل واللاّلة وأغصان شجر المرسين أو الآس وشجرة الطوبى ، والنصوص الكتابية التى مثلت دورًا مهمًّا في زخارف المساجد القروية خلال هذه الفترة، حيث ظهرت بكثرة منفَّذة أعلى المداخل والمحاريب، وكذلك على الأسطح الداخلية للجدران في هذه المساجد، وقد نفذت هذه الكتابات بالخطين العربي والتركي العثماني معًا وتنوع مضمونها ما بين نصوص قرآنية ، لفظ الجلالة الله ، الخط المثنى ( الكتابات المعكوسة) ، أسماء الخلفاء الراشدين وآل البیت ، عبارات دعائية ، نصوص إنشائية ،أسماء السلاطين العثمانيين، أسماء المساجد العثمانية الكبرى، أسماء أصحاب الكهف. هذا بالاضافة الى الأشكال الهندسیة مثل زخرفة الشرقى فلك ، والرسوم المعماریة المختلفة التى تمثل المسجد الحرام والکعبة المشرفة وزخارف اخرى تمثل قطاعات رأسیة لبعض المساجد العثمانیة الكبرى. نضف الى ذلك بعض الرسوم التى يغلب عليها الطابع الدينى مثل رسوم تمثل یوم الحساب والمحشر مثل الصراط والمیزان والجنة والنار ولواء الحمد . وزخارف تمثل رسومًا لأدوات المتصوفة المختلفة مثل الطبر ،الكشكول ،العمامة والمِسْبَحة والاعلام والألواح المعلقة ، ورسوم اخرى متنوعة ومتعددة کان لها رمزیتها الخاصة مثل اشكال تمثل سجاجید الصلاة واشكال السفن .