الخلاصة:
تعاني بعض الدول الآسيوية من مظاهر الاضطهاد والتعذيب والتهجير، وتتركز على وجه الخصوص في دول جنوب وشرق آسيا مثل الصراع الذي يدور في الصين بين المسلمين الإيغوريين وغير المسلمين من قومية الهان الصينية في إقليم سينكيانج (تركستان الشرقية) ذي الأغلبية المسلمة، وكذلك اضطهاد البوذيين للمسلمين في بورما (میانمار) الواقعة في جنوب شرق آسيا ومحاولاتهم طرد المسلمين إلى بنجلاديش والتي رفضت استقبالهم، إلى جانب تدمير وحرق منازلهم وقتلهم بهدف إحياء القومية البوذية ورفض أية ثقافات أو ديانات أخرى غير البوذية.
هذا إلى جانب الصراعات المشهودة في دول الشرق الأوسط، سواء الصراع المذهبي أوالعنف الطائفي الذي تتعرض له، ناهيك عن ممارسات الجماعات الإرهابية المتطرفة مثل (داعش) وغيرها.
تلك الأحداث والصراعات التي تدور في بعض دول آسيا لا شك أنها تؤدي إلى تفكيك الدول وتخريب أراضيها، وتدمير شعوبها جسمانية ومعنوية، الأمر الذي يفرض ضرورة التوجه نحو تحقيق التعاون والتعايش بين أفراد الإنسانية.
وقد شهدت كوريا الجنوبية تقدمأ ونهضة كبري من الناحية العلمية والتكنولوجية منذ عام 1960م وحققت في فترة زمنية وجيزة طفرات اقتصادية على قدر كبير من الأهمية بحيث أصبحت من التجارب التنموية المعدودة في العالم، ولم يأت ذلك من فراغ، وإنما من قيادة سياسية حكيمة ونظام على درجة عالية من الثقافة والكفاءة، حيث استطاعت أن تتفهم متغيرات العالم، وفي العمق من ذلك تأتي تجربتها الرائدة في إدارة التنوع الديني الذي تتميز به كوريا الجنوبية بحيث أصبحت تلك التجربة نظرية وفلسفة يتم تدريسها في دول العالم المختلفة.