الخلاصة:
من المعروف ان الامه الاسلامية ابدعت عبر عصورها المختلفه حضاره شامخه وخلف المسلمون رصيدا هائلا من التراث على كافه الاصعده فى اهم عواصمهم وعلى كل ارض وطاتها اقدامهم مهما بعد المكان واختلف الزمان . وامتازت الحضاره الاسلامية بالوحده والتنوع ، فلم تتعارض مع خصائص كل شعب وقطر ،بل انها مكنت كافه الشعوب الاسلاميه من ابراز شخصياتها ودعم هويتها والتعبير عن ذاتها فى اصدق صور ، حتى خرج لنا ذلك التراث بعناصره المادية والثقافيه . مثل ذلك الكم الهائل الذي نشهده فى الاثار المعمارية الثابته من جوامع ومساجد وقصور واضرحه وغيرها ، ومن ادوات يستعملها الانسان فى حياته اليوميه يصنعها له الفنان الصانع من مواد مختلفه كالمعادن والزجاج والخشب والحرير والصوف والقطن وغير ذلك .
ولم تقف الفنون والصناعات التقليديه الاسلاميه جامده ازاء التطورات السياسيه والاجتماعيه التى عاشها الاسلام والمسلمون فوق ساحه شاسعه بل كانت عاملا على اثراء الفنون والصناعات التقليديه الاسلاميه ، فترى المحراب فوق سجاده الصلاه ، او اية قرانيه خطها احد الخطاطين فوق سبيل المياه او على اناء للشرب ، او الايات القرانيه الموجوده اسفل القباب (الشخشيخه )او لوحه خطيه زينت اطرافها بزخارف بديعه ، حيث يلتقى جمال الحرف مع قدسيه المعنى وتمتزج الثقافه بالفن ويختلط احدهما بالاخر ليصبحا معا وسيله من اعظم وارقى وسائل ايصال المعرفه للانسان ،تزرع فيه تذوق الجمال وتمهد له طريقا الى الله .
ولا شك ان اختلاط الفنون المختلفه كالخط والرقش والزخرفه ورسم المنمات . وغير ذلك مع مختلف الحرف والصناعات التقليديه يضفى عليها لمسه فعاله من السحر وقيمه فنيه عاليهتفوق قيمتها المادية والوظيفيه ، سواء كانت من الخشب او الخزف او المعدن او الزجاج او غير ذلك ولعل هذه الخاصيه هى التى تميز الفنون والحرف والصناعات والحرف التقليديه الاسلاميه عن نظيراتها فى الامم والحضارات الاخرى ، اذ تنطلق من القيم الجماليه المشتركه فى الفنون والادب والعلوم وليس اعتمادا على الجانب التشكيلي وحده كما يتصور البعض لذا فان تلك القيم المشتركه هى الارضيه الفكرية التى بنيت عليها ، والتى لازالت هى العنصر القادر على احيائها ومدها بكل عوامل التطور والاستمرار.