الخلاصة:
ارتبطت ابعاد واشكال الفتحات المعمارية للمساجد بهدف ادخال الضوء والهواء وكوسيله للربط بين الداخل والخارج حيث يتم توزيعها بما يتلائم مع الظروف البيئيه المحيطه التى تنعكس على المواد المستخدمه فى تصنيعها والشكل والوظيفه ،وتجاهل تلك المعطيات يؤدى بشكل او باخر الى ظهور مشاكل صحيه وبيئيه خاصه مع استخدام مواد واساليب انشائيه جديده تسمح بالنفاذ الحراري والضوئى الشديد مما جعلها دائما تتطلب ضبط مرور الضوء للتخفيف من حدة اشعه الشمس المباشره وغير المباشره وخاصه فى الجهات الغربيه والشرقيه ، واصبحت المشكله الان هى تلافى العيوب الناتجه عن استعمال الخامات ومواد البناء الحديثه وكذلك الحمل الحراري الزائد للفراغ الداخلى للمسجد نتيجه استعمال مواد لم تراعى الظروف البيئية وساعد ذلك فى ظروف تلوث بيئي وبصرى ، وخاصه مع ازدياد التحكم فى الجو الداخلى بالمسجد صناعيا باستعمال اجهزه التكييف التى تتطلب غلق الفتحات طوال الوقت وتغطيتها بالستائر ، نتج عن ذلك زيادة مطردة فى الاستهلاك بشكل يهدد البيئه وعدم توافقها مع احساس المصلى ،ولذا ظهرت الدعوات الى الرجوع للطبيعه ومحاوله استغلال مصادرها للحصول على الطاقه الازمه منها ،وبالرجوع للقواعد المعماريه التقليديه فى التشييد التى ترتكن على اعتماد الاستفاده من معطيات البيئه كاساس للحصول على المعدلات المطلوبه من الاضاءه والتهوية داخل المساجد باقل اضرار جانبيه صحيا وبتقليل الطاقه المستخدمه فى التهوية والاضاءه اقتصاديا بالتفاعل مع المتغيرات البيئيه بصوره تكامليه ساعد على تقليص دور الاجهزه الصناعيه وحقق التصميم الصحى والاقتصادى للفتحات المعماريه من منظور بيئى تقنى ، وذلك من خلال التوزيع المناسب للفتحات المتوافقه مع الظروف المناخيه وهذا ما يسعى اليه المصمم منذ بدايه انشاء اول مسجد فى الاسلام الى ان اضفى عليه سمات وملامح تتبع من فهم طبيعه العلاقه بين المضمون والشكل مع الامكانيات الاجتماعيه والماديه والعقائديه لتحقيق التوافق مع البيئه المحيطه بعيدا عن الرموز المقيده .