الخلاصة:
منذ القرن السابع الميلادي والمسجد رمزا واضحا للإسلام ، فضلا عن كونه الإشارة الأكبر للعمارة الإسلامية ، وهو
من الألفاظ الإسلامية التي لم تعرفها الجاهلية والحضارات السابقة ، وقد اتخذ المسلمون المسجد مركزا لتجمعهم
لإقامة الصلاة وغيرها من الشعائر الدينية ، ومع اتساع رقعة الأقطار التي انتشر فيها الإسلام وتزايد عدد السكان
أصبح من الضروري إنشاء مساجد في مواقع متفرقة لأقاليم ممتدة ومتنوعة ثقافيا ، مما أدى بالتبعية إلى تطور صور
مساجد المسلمين للتلاؤم مع البيئات والمجتمعات والثقافات القائمة فيها ، فظهرت صور مستحدثة على الجانب
الوظيفي والتشكيلي أخل بعضا منها بضوابط تصميم المساجد وألتزم الآخر بها ، وتطورت عمارة المساجد من
التواضع البسيط إلى الأكثر تعقيدا أو المباني المعقدة المتعددة الوظائف ، إلا أن تحديد الحيز المعماري وجعله مكانا
مخصصا لذكر الله تعالى وعبادته هى الأساس الذى يحّول بموجبه الحيز من شيء مطلق إلى شيء خاص يتسم
بخصائص تميزه عن غيره من الأماكن الأخرى ذات الوظائف المختلفة ، فبعض هذه الخصائص يفرض قيودا
تصميمية للمسجد ، وبعضها يلزم التصميم البساطة والتوافق وتحقيق الوظيفة بما يتماشى مع احتياجات العصر
وتطوره .