الخلاصة:
إن أكثر القضايا تأثيرا في المجتمعات الإسلامية المعاصرة هو فقدان الهوية الفنية والمعمارية، حيث يجب الرجوع إلى العقيدة الإسلامية التي هي الأصل، وتطهيرها من العناصر الخارجية التي أدخلها الغرب عبر التاريخ؛ فيجب علينا فهم التاريخ مع تحليل لغته ومضمونه، من منطلق المعاصرة التي تستطيع أن تفاضل بين الثمين الباقي والقديم البالي من تراثنا؛ فالفن والعمارة الإسلامية وليدا حضارات من بلدان مختلفة ولحقب تاريخية متعددة. إن أهم عناصر العمارة الإسلامية على مدى تاريخ الفن الإسلامي هو المسجد، وسأتناول في هذا البحث موضوع المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وكيفية الحفاظ عليهما لما لهم من أهمية دينية ومعمارية مميزة في تاريخ العمارة والفنون الإسلامية. و إن المسجد الأقصى الذي يعود أسمه إلى الآية الكريمة: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) مرتبط بقضية الإسراء.
أضع بين يدي القارئ الكريم هذا البحث كدراسة تاريخية حول المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وكيفية المحافظة عليها. ويتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل عددا من المسائل المهمة ذات الصلة بهذا الجانب منها: الجذور والأصل الديني للمدينة المقدسة، وتشمل المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة, ووصفا للأنماط والأساليب التي استخدمت في عمارتها وزخرفتها، والمراحل التي مرت بها عبر العهود الإسلامية, بالإضافة إلى نتائج وتوصيات يمكن من خلالها أن تعمل على حماية وصيانة وترميم العمارة والفنون الإسلامية في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
