xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
اعتمدت تلك الدراسة على تسع علب جديدة خاصة بالمجوهرات والحلوى لم يسبق دراستها من قبل، ترجع إلى عصر الأسرة العلوية في القرنين (13-14هـ/19-20م)، منها ست علب خاصة بحفظ المجوهرات ،وثلاث علب أخرى خاصة بحفظ الحلوى موزعة على كل من متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية ومتحف الأمير محمد علي بالمنيل، لم يسبق نشرها أو دراستها من قبل.
وتكمن أهمية تلك الدراسة في أنها توضح الأساليب الصناعية والفنية والمواد الخام والأحجار الكريمة التي صنعت منها تلك العلب، فضلاً عن الزخارف الواردة عليها والتي تميزت بالتناغم والثراء والتناسق بين الشكل والمضمون لتلك التحف الفنية النفيسة، ولقد وفق الفنان الصانع في إخراجها وتصميمها بحرفية ومهارة فائقة ،فقد استخدم العديد من الأساليب الصناعية الزخرفية لتزيينها ،وتجلت بها الكثير من التأثيرات والطرز الفنية.
وتكشف الدراسة من خلال تلك المجموعة من العلب – محل الدراسة- مدى شغف حكام الأسرة العلوية وأمرائها وأبنائها وميلهم نحو الأبهة والتأنق والترف في كافة المناسبات والاحتفالات والشغف باقتناء التحف النفيسة والنادرة، إضافة إلى الدور الإيجابي والمهم الذي تؤديه الفنون في كونها مرآة صادقة تعكس بصدق الحالة الفنية والاقتصادية والاجتماعية والعديد من الأحداث في المجتمع الذي صنعت فيه، حيث تعد وثائق صحيحة يصعب الطعن في أهميتها وصحتها ،وهذا ما دفعني إلى اختيار هذا الموضوع – محل الدراسة- وتناوله بالبحث والدراسة والتحليل نظراً لأنه يكشف العديد من الحقائق والجوانب الاقتصادية والفنية والحضارية والاجتماعية، فضلاً عن المناسبات والاحتفالات التي صنعت من أجلها تلك التحف الفنية من العلب النفيسة التي سيرد وصفها وتحليلها، بالإضافة إلى ما تحمله من أساليب صناعية وفنية جديرة بالبحث والدراسة والطرز الفنية المختلفة والزخارف المتنوعة الواردة عليها ،فهي تعد بحق وثائق فنية تعكس الازدهار والتطور الذي طرأ على الحركة الفنية بمصر في عصر الأسرة العلوية .
وفي ضوء ما سبق وتأكيداً على دور الفنون ودورها الوثائقي والحضاري والفني، يتناول البحث دراسة تسع علب فنية متنوعة الاستخدام والزخارف والأساليب الفنية، وسوف أتناول دراسة كل علبة منها على حدة ،وذلك من حيث المادة الخام والأساليب الفنية والزخارف الواردة عليها وتحليلها، وانتهت الدراسة بخاتمة تتضمن عدة نتائج، وتزويد الدراسة بعدد من الأشكال واللوحات.