الخلاصة:
بدأ مفهوم العمارة الخضراء الظهور بعد أزمة الطاقة في السبعينات حيث قام العديد من مصممي العمارة الداخلية والجهات العمرانية بالبحث عن عمارة جديدة تقوم علي التوافق مع البيئة بهدف خفض استهلاك الطاقة للمباني وعدم التأثير علي ثروات الاجيال القادمة وفي تلك الفترة قام بعض مصممي العمارة الداخلية ببلورة التصاميم المعمارية الداخلية التي ركزت علي دراسة التأثير البيئي طويل المدي أثناء تشغيل وصيانة المباني ونظروا لما هو أبعد من التكاليف الاولية للبناء( ) .
تأصلت هذة الافكار في بعض أنظمة تقييم المباني مثل معايير برييم BREEAM الذي تم تطبيقة في بريطانيا عام 1990 م وكذلك معيار رئاسة الطاقة والتصميم البيئي الليد LEED والذي تم تطبيقة عام 2000 م في الولايات المتحدة والذي تم تطويرة بواسطة المجلس الامريكي للبناء الاخضر USGBC وتهدف معاييرة الي انتاج بيئة مشيدة أكثر خضرة ومباني ذات أداء اقتصادي أفضل وتم تزويد مصممي العمارة الداخلية بهذة المعايير والتي يتم علي أساسها التصميم داخلي وخارجي والتقييم للمبني( ).
وفي الفترة الأخيرة من القرن العشرين و بداية القرن الحادى و العشرين شهدت أتجاهات للعمارة الحديثة نمو الوعى البيئى لدى المعماريين بالأضافة إلى التقدم في تقنيات و تكنولوجيات الأنظمة بالمبانى لتواكب المتطلبات و الأحتياجات البيئية للمصممين و المستعملين ، و قد ظهرت هذه الأتجاهات نتيجة التأثيرات السالبة على البيئة المحيطة بالمباني على النطاق الأشمل ، نتيجة إلى زيادة فى أستهلاك الطاقة و أستخدام مواد ملوثة للبيئة، إلى غير ذلك من عوامل ساعدت على الخلل البيئى بالأرض.
أصبح لتحقيق مباني ملائمة و متكافئة مع البيئة أطار مختلف و ذلك لأن المجريات المحيطة قد تغييرت مثل أزمة الطاقة عن طاقة بديلة , و هي الطاقة المتجددة و التغير المناخي الذي نتج عنه الأحتياج لمباني تحقق أحتياجات الأفراد مع تقليل الأثر السلبي على البيئة . من ذلك تعددت مبادىء العمارة البيئية و التي تحاول التكيف مع البيئة المحيطة و التي تهدف إلى الحفاظ على عناصر البيئة و أستدامتها للأجيال التالية و تحقيق بيئة مشيدة تناسب متطلبات الأفراد من خلال تحقيق المبادىء البيئية للتصميم ( ).
فأصبح هناك تأكيد على الأهتمام بمحددات تؤثر على الأداء البيئي للمبنى و هي البيئة الداخلية و الطاقة , المياة , الموقع , المواد و كل عنصر منهم يؤثر على الأخر ( مثلاً الأستخدام الأمثل للطاقة يحقق بيئة داخلية توفر الراحة للأفراد شاغلى المبنى) من خلال تحديد الأداء الوظيفي لكل عنصر للوصول بشكل أشمل للأداء الكلي للمبنى.
و لتحسين الأداء الوظيفي البيئي للمبنى يمكن تحقيق تلك المحددات من خلال توضيح ما يشمله نظام تقييم الريادة في الطاقة و التصميم البيئي و التي تعكس على تخصص تصميمات العمارة الداخلية و الأثاث .
لذا فتطوير كفاءة البيئة الداخلية للأبنية سيكون له أثر كبير على الحد من أستهلاك الموارد و تحسين الخدمات المطلوبة وفق نظام تقييم الهرم الاخضر و بالتالى تسعى إلى وضع خطة لإدارة المشاريع العالية الأداء في مصر( ).
و تعتبر مصر من أكثر دول العالم تضررا" من أثار التغيرات المناخية طبقاً للعديد من التقارير العالمية و الصادرة من الأمم المتحدة و البنك الدولى5 و عدم ترشيد أستخدامات الطاقة أو أدارة الموارد الطبيعية , بالأضافة إلى عدم كفاءة أستخدام إدارة المخلفات , إغفال الأستراتيجيات المطلوبة لتحقيق تصميمات العمارة الداخلية الذي يتناسب مع المبنى طبقأ لأداة تقييم العمارة الخضرا وتطبيق إيجابياتها لأستخدامها في مصر. وهذا تم تناوله في البحث توضيح نظام تقييم الريادة في الطاقة و التصميم البيئي الهرم الاخضر و مدى تأثيره لتحسين الأداء البيئي .
الهرم الأخضر" لتقييم المنشآت المستدامة لأول مرة فى مصر2010 م .
أعلن الدكتور مصطفى الدمرداش، رئيس مجلس إدارة المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء، أن مؤتمر الإسكان العرب سيشهد إعلان صدور نظام الهرم الأخضر لتقييم المنشآت المستدامة، الذى يعتبر أول نظام لتقييم البناء الأخطر فى مصر. ( ).
وأضاف أن من شأن هذا النظام تشجيع قطاع التشييد والبناء على استخدام الأساليب الحديثة فى توسيع المساحات الخضراء، لما لها من فوائد اقتصادية ومهنية وبيئية.
وقال الدمرداش، نائب رئيس المؤتمر، إنه سيتم أيضا تحديد الرؤى والسياسات لضمان استدامة التمنية العمرانية للبيئة الصحراوية، وترشيد استهلاك المياه والطاقة، وحسن استغلال الموارد الطبيعية، بما يضمن الحفاظ على المخزون الاستراتيجى للمياه. كما سيتم نشر ثقافة تدوير المخلفات بأنواعها، وإعادة استخدامها ووضع أسس تخطيط وإدارة العمران لتحقيق ظروف معيشية جاذبة للسكان ( ).
تاريخ العمارة الخضراء
اجتهدت الحكومة المصرية بشكل نشط على مدى العقدين الماضيين لتحسين كفاءة استخدام الطاقة فى المبانى بالإضافة ٕالى معاجلة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وكان الدافع وراء ذلك الجهد هو إدراك معدل الزيادة السكانية التى تشكل طلبات هائلة مما تؤثر على جميع قطاعات الدولة المصرية ، و أن هذه المطالب ستكون لها القدرة على الحد بشكل كبير من نمو الاقتصاد المصري على المدى الطويل. في حين ذلك، اظهرت الدراسات المفصلة ارتباط وثيق بين النمو السكاني والطاقة، لهذا السبب بحث المسؤولون الرسميون للحكومة وأصحاب المصلحة المصرية عن طرق للحد من استهلاك الطاقة وانبعاثات الغازات الدفيئة، وفى ضوء ذلك، كان وضع كودات كفاءة الطاقة فى المبانى خطوة أولى وحاسمة في هذه العملية وتحديد مسارات بديلة من اجل كفاءة استخدام الطاقة بمثابة الخطوة الثانية.
تأسيس المجلس:
تم إنشاء المجلس المصري للعمارة الخضراء في يناير 2009 .تتكون عضوية المجلس المصري للعمارة الخضراء من شخصيات محلية ودولية بما في ذلك وزراء الحكومة ومن وكالات فى مستوى مجلس الوزراء ، وموظفي المنظمات غير الحكومية المعروفة ورجال الأعمال البارزين ، وقادة العمل، وكبار المقاولين.
أهداف المجلس:
من إحدى أهداف إقامة هذا المجلس توفير آلية لتشجيع المستثمرين على اعتماد استخدام الطاقة والمحافظة على البيئة فى ظل الاهتمام بالبناء الجديد، يمكن للمجلس المصري للعمارة الخضراء استخدام نفوذه باعتباره منظمة مهنية لتعليم وإقناع المهندسين والبنائين والمقاولين والملاك بفوائد البناء الأخضر للفرد والمجتمع والأمة والأكثر أهمية محدودى الدخل.
فى ضوء ذلك، سيكون البناء الأخضر الهدف المنشود لجميع مشاريع البناء الجديدة حيث ستكون كودات كفاءة استخدام الطاقة فى المبانى المواد والأدوات وخارطة الطريق لتحقيق الهدف المنشود .
رؤية المجلس:
يري المجلس من اجل تحسين حياة الشعب المصري والمساهمة في الحركة العالمية نحو بيئة أكثر نظافة وتوفير الطاقة المتجددة من خلال تطبيق نهج البناء الأخضر.
Gprs نظام تصنيف البناء الأخضر
هناك ثلاثة مستويات للحصول على شهادة الأبنية الخضراء وفقا لنظام التصنيف المصرى للعمارة الخضراء الهرم الفضي - الهرم الذهبي - الهرم الاخضر على خلاف غيرها من نظم التصنيف الدولية، يطلق على أعلى مستوى من الشهادات المسمى «خضراء» بدلا من (البلاتين).
مشكلة البحث: Research problem
نتيجة لتنبية المصممين المعاصرون للاضرار الناتجة عن التعامل المعماري الخاطئ مع البيئة بدأ البحث عن طرق يمكن من خلالها إيجاد حلول تصميمية تتوافق مع البيئة الطبيعية من خلال توازن بيئي واقتصادي فظهرت مبادئ العمارة الخضراء ولكن عند النظر الي التراث نتعجب كيف استطاع المصممين السابقين بناء ذلك وتوافقة مع ظروف البيئة دون الحاجة الي متطلبات الراحة المعاصرة داخل البيئة العمرانية من (طاقة – وتهوية – وتكييف).
مقياس الهرم الاخضر أدى إلى علاج القضايا والمشكلات الصادرة من الأشعاعات و الأبخرة المتطايرة من الخامات و المواد المستخدمة في العمارة و التصميم الداخلى ، منها :
- حاجة مصر لضرورة ألتزام المباني و المشاريع بمعايير التصميم المستدام و الرفيق بالبيئة و ذلك لن يكون إلا بأستخدام نظام معترف به على أنه معيار تصميم.
- عدم الموازنة بين التصميم المعماري وتصميمات العمارة الداخلية من حيث المعايير البيئية و الاتجاهات الثقافية والفكرية والتاريخية وعدم الفصل بين الجانب التعبيري ومحتوى وسياق العمل وتهميش الهوية المصرية.
- أغفال أستخدام موارد الطاقة المتجددة و توظيف مواد البناء الصديقة للبيئة في تصميمات العمارة الداخلية و متأثراً بالعمارة الخضراء.
- إغفال بعض الأستراتيجيات المطلوبة لتحقيق تصميمات العمارة الداخلية المستدام و كيفية أختيار الخامة و التركيبات و تهوياتها و تشطيبها .
- عدم تمكن مصمم العمارة الداخلية من ربط الفكر التصميمي والعامل الفلسفي والتاريخي وانعكاسه على تصميم الحيزات الداخلية والأثاث والذي ساعد للوصول إلى العالمية وكيفيه الاستفادة محليا من التجربه العالمية في حل القضايا المعمارية .
أهمية البحث : Research Importance
- تكمن أهمية البحث فيما يقدمه الهرم الاخضر من حلول و بدائل تساهم فى دفع التصميم الداخلى و الإنسان تجاه الأفضل حيث أنه نظام رفيق للبيئة و أنه معيار تصميم يراعي الحفاظ على البيئة و معترف بالمثيل له دولياً و خاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية و يوافقه الأتحاد الأوروبى لأنه يقيس العمارة و ما بداخلها من عناصر وأجزاء تصميمات العمارة الداخلية من خامات و تركيبات و تشطيبات و الأثر الإيجابى على الأنسان و البيئة.
اهداف البحث: Research Objectives
- هو التعريف بالأتجاهات الحديثة للتصميم البيئي التي استخدمت في أواخر القرن ال 20 و بداية القرن 21.
- الطرق المختلفة لتطبيق هذه الأتجاهات الحديثة في عملية تصميمات العمارة الداخلية.
- الحفاظ على صحة الأنسان في المعايشة تحت ظل المنظومة التى تهدف إلى بيئة صديقة له.
- الكشف عن الأسلوب العلمي والمنهجي للنهضة الفكرية وكيفيه الاستفادة منها في مجال التصميم للعمارة الداخلية.
حدود البحث:
التصميم للعمارة الداخلىة الحديثة فى المباني والمساكن و المنشأت التجارية و الأدارية و السياحية ... إلخ
فروض البحث Research Hypotheses
يفترض البحث الآتى:
1. تطبيق معايير نظم تقييم الهرم الاخضر للعمارة الخضراء و أثر ذلك على التصميم للعمارة الداخلية المستدام من داخل الحيزات يؤدى إلى التهيئة الصحية لشاغلى المكان .
2. العمارة الخضراء تستخدم الخامات المستدامة وبالتالي توفير سبل الراحة النفسية و العضوية من مناخ متغير يؤدي إلى إبداع للحيزات و تصميم داخلي مميز .
3. عند الاهتمام بالثورة التكنولوجية الحديثة العالمية بدراسة الجانب البيئي والاجتماعي والتاريخي والتي تحول هذه المبادئ إلى عمل متكامل متسق مع الواقع.
4. عند دراسة اتجاه النهضة الفكرية وأجاده التعامل مع هذا الفكر تتحول الأفكار والتصميمات لتخدم ذاتنا المحلية في إطار تنموي اجتماعي مواكب للعالمية وكل مستجداتها والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة بشكل أوسع.
5. عند تأكيد فكره الهيمنة الاقتصادية والفكرية للدوله في المجالات موضع الدراسة وتهجير العقول التصميمية المصرية وكان هذا الغزو يحول دون اللحاق بركب التمديد والحضارة (التحديث).
منهجية البحث : Methodology of Research
المنهج الوصفي التحليلي :
و ذلك بعمل دراسة تحليلية لأهم نماذج التصميمات للعمارة الداخلية .
من خلال توضيح محددات نظام التقييم الهرم الاخضر للعمارة الخضراء و توضيح أثر محددات النظام على التصميم للعمارة الداخلية للمبانى و التي أنشأت طبقا" للمعايير التصميمية .
الدراسة التطبيقية:
لقد استخدم الأسلوب الوصفي التحليلي في هذه الدراسة حيث تم اختيار عينة لمنشأت قائمة متنوعة الغرض(داخليا وخارجيا) منها لتطبيق معايير الهرم الاخضر عن طريق الوصف والتحليل لنسب المعايير المطبقة فيها وتحقيق الغرض من تطبيق هذة المعايير والخطط المستقبلية للتعامل مع هذا النظام.
وتم استخدام أسلوب التحليل الوصفي والمقترحات من الاستمارات وصياغتها بالشكل الذي يفيد مصمم العمارة الداخلية وصانع القرار في تنظيم عملية التطبيق ونقل التكنولوجيا والمعرفة (التنمية التابعة أو التنمية بالتقليد) ودعم المناخ العلمي لصعود سلم النهضة والإبداع الذاتي لتصبح لمصر مكانه عالميه في مجالات وتصميمات العمارة الداخلية للحاق بالنظام العالمي الجديد والثورة والتحرك نحو مواجه تحديات هذا النظام.