الخلاصة:
تحتاج بيئات الرعاية الصحية إلي تسهيل مسارات الوصول حيث أن أصعب مشكلة يواجهها المريض بعد مرضه هي كيفية الوصول لوجهته المقصودة حتى يتلقى العلاج ، وتكون المشكله أكثر صعوبة إذا كان تصميم المبني معقد ، وغالبا ما تكون مباني الرعاية الصحية مباني مركبة ومعقدة. تؤثر أنظمة تحديد مسارات الوصول الضعيفة علي المستخدمين مما يؤدي إلي الارتباك والتوتر و الاحباط ، حيث تعد عملية إدراك البيئة المبنية من القضايا الهامة وعملية الإدراك تتمثل في مشكلة تحديد مسارات الوصول لأنه بالرغم من دورها الأساسي إلا أن غالبا ما يتم تجاهلها عند تصميم مباني الرعاية الصحية ، وبدلا من تفاقم مستويات التوتر والارتباك لدي مستخدمي المبني وخصوصا المرضي ، فيمكن عمل استراتيجية لتحديد مسارات الوصول مصممة بشكل صحيح خالية من الاجهاد وتضمن وصول المستخدمين لوجهتهم في الوقت المحدد دون إجهاد.
لذا يهدف البحث إلي استنتاج استراتيجية فعالة وناجحة لتحديد مسارات الوصول تكون قاعدة بيانات لعملية تخطيط وتصميم مباني الرعاية الصحية ، و ادراك المستخدمين للبيئة بشكل يساعدهم على تلبية احتياجاتهم المختلفة وتمكينهم من التنقل بنجاح داخل بيئة الرعاية الصحية في أقل وقت وأقل جهد ممكن من خلال توفير المعلومات أو الأدلة اللازمة ، وبالتالي تحويل بيئة الرعاية الصحية المعقدة والمربكة الي بيئة سهله الاستخدام و الادارة.
وللوصول إلي هدف البحث اعتمد البحث علي المنهج العلمي التحليلي في الدراسة من خلال دراسة الإطار النظري للمشكلة البحثية اعتمادا علي دراسة مفهوم الإدراك ومفهوم نظام تحديد مسارات الوصول وأهميته ، عملية تحديد مسارات الوصول والعوامل المؤثرة فيها واستخدام الحواس في تلك العملية ، ومكونات نظام تحديد مسارات الوصول الجيد والفعال ، كذلك دراسة تحليلية مكملة للدراسة النظرية لمستشفي الطوارئ بجامعة المنصورة كعينة للدراسة ، وتحليل الوضع الراهن لها من خلال الزيارات الميدانية وصولا لنتائج دراسة الوضع الراهن بها ، وعمل مقترح لتحسين نظام تحديد مسارات الوصول بها، وأوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بتوفير عناصر ومكونات نظام تحديد مسارات الوصول بطريقة منظمة ومتكاملة تتناسب مع احتياجات جميع مستخدمي مباني الرعاية الصحية ، حتى تساهم في عملية إدراك ووضوح بيئتها بشكل أفضل وبالتالي تسهل التوجيه والحركة.