الخلاصة:
تناول البحث قيمة وأهمية فن التصوير الجداري المصري القديم وما يحمله من رسالة نابعة من عقيدة الفنان المصري القديم وما يعكسه من قيم جمالية، مع تأكيد والمبدأ المقام عليه الفن المصرى القديم وهي فكرة الخلود أو الديمومة. كما أوضح البحث رؤية وفلسفة فن التصوير في إحياء وتأكيد العقيدة الدينية لدى المصري القديم وهي عقيدة البعث والحياة الاخرى، وكيفية سرد الموضوعات التي تخدم هذه العقيدة على جدران المقابر هدفاً منها حماية المتوفى صاحب المقبرة وخدمته في العالم الآخر.
أوضحت الباحثة الأدوات التي إستعان بها الفنان المصري القديم لتنفيذ أعمال التصوير الجداري ، كما تناولت الطرق والأساليب الذي إتبعها الفنان المصري القديم في بناء وتنفيذ المقابر، بدءاً من اختيار موقع المقبرة، مروراً بتقسيم الحجرات ووضع الموضوعات بطريقة قصصية، وصولاً إلى طريقة الرسم والتلوين ووضع اللمسات الأخيرة للمشاهد المصورة. مع عرض لأكثر من طريقة استخدمها كل فنان على بطريقته الخاصة، وشرح للرؤية التشكيلية الخاصة بالتصوير المصري القديم وطريقة عرض المشهد على الجدار، من حيث كيفية تقسيمه والتأكيد على اتزانه ورساخة أسس التصميم وحركة المشهد داخل اطار الجدار نفسه عن طريق توزيع عناصر المشهد من أشكال وأشخاص، مع الحرص والحفاظ على النسب التي وضعها الفنان المصري القديم لنفسه، كي يعكس هؤلاء الأشخاص حسب أهميتهم ومكانتهم في المجتمع. وما يعكس من مهارة واتقان في تجسيد العناصر بصورة مثالية طبقاً لوجهة نظر ورؤية الفنان المصري القديم. مع تفادي الفنان المصري القديم لأي خطأ يقع فيه خلال التنفيذ نظراً لإيمانه بأن المقابر هي البيوت الأبدية التي ستعبر بالمتوفي للعالم الآخر، وان أي خطأ يتسبب فيه فهو يقوم بإيذاء صاحب المقبرة ويتسبب في عدم بعثه في العالم الآخر.