الخلاصة:
يمكن القول ان الرنك أو الرنق قديم قدم الانسان على ظهر الارض وقد استخدام منذ ان وجد القوى والضعيف من بنى الانسان فاسترق القوى الضعيف واخضعه لسلطانه لكى يحمل عنه عبء العمل فى سبيل لقمة العيش لذلك استعمل الرنك ليدل بها عن نفسه انه الاقوى ويستطيع أن يحمى الضعيف كما انه استعمله فى مآربه الشخصية الاخرى. ( احمد عبد الرازق: 2006، صـ15،-5)
وكانت بداية ظهور الرنوك عند المصريين القدماء وعند الإغريق والرومان ولكنها ازدهرت فى العصر الاسلامى فمثله فى رايات الالوية والرايات البيضاء فى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وعند الامويين والعباسين ومع هذا يمكن القول ان الرنوك عرفت معناها الوظيفى فى نهاية العصر الايوبى والمملوكى ثم امتدت حتى عصرنا هذا،(فوزى سالم عفيفى: 1997، صـ 38،45 ) والرنك عبارة عن شارة تدل على الوظيفة التى كانت يشغلها الامير فى البلاط السلطانى مثل الكأس للساقى والسيف للسياف والدواة للكاتب أو هو عبارة عن رمز او يرمز به الى اصحاب الوظائف ويشبه الختم المخصوص او العلامة على هذا العمل فى هذه الوظيفة (فوزى سالم عفيفى:1997، ص 39 ،45 ) وقد يطبع على تروسهم وممتلكاتهم أو يكون محفورا على واجهات الأبنية ومنقوش على مصاريع الأبواب أو مضغوط على ما يصحفها من معادن أو على قطع نسيج خاصة بهم.
ويتألف الرنك عادة من منطقة واحدة قد تكون مربعة أو بيضاوية او كمثرية الشكل قد تنتهى أحيانا من اسفل بطرف مدبب يشبه الدرع وان كان الشكل المستدير اكثر شيوعا واستخداما على التحف والعمائر فى العصر المملوكى وهو ينقسم عادة الى منطقتين او ثلاث مناطق افقية اكبرها عادة المنطقة الوسطى وهى تسمى شطف او شطب أو مشطب، (احمد عبد الرازق:1988، صـ 22،3) والرنك قد يكون من لون واحد او من الوان متعددة يؤكد المقريزى أن رنك الامير (سلار) كان ابلقا أي الابيض والاسود وان رنك الامير (قوشى الافرام) كان على هئية دائرة بيضاء يشقها مشطب اخضر عليه سيف أحمد .
ويوجد عدة أنواع من الرنوك منها الرنوك البسيطة وهى التى تحتوى على علامة واحدة تشغل عادة المنطقة الوسطى اما النوع الثاني منها فهو الرنك المركب الذى يحتوى على اكثر من علامة وقد بدأ بعلامتين ثم تدرج حتى اصبح يتضمن 9 علامات حتى نهاية العصر المملوكى (عصر السلطان قايتباي).
كما وجد نوع أخر منها يعرف فى المصطلح الغربى بأسم الخراطيش أو الدروع وهى الرنوك الكتابية تفرد السلاطين بها دون الامراء وهو يتألف غالبا من درع مستدير أو كمثرى او مفصص الشكل ويتضمن ثلاث مناطق (احمد عبد الرازق: 2006،ص56،5) ولا توجد به علامات أو رموز كما فى النوعين السابقين وهناك أيضا نوع رابع عن الرنوك يعرف فى المصطلح بأسم تمغا وهو عبارة عن رموزبعض القبائل التركية ولكن عثر عليها منقوشة على بعض التحف والعمائر المملوكية. ( 79 Mayer: 1933,P 180,)
كما وجدت بعد الرنوك الخاصة بالنساء علي بعض الأوانى والسلاطين النحاس المطلية بالقصدير محفوظة فى متحف فكتوريا والبرت بلندن عليها رنوك مركبة تحتوى على ادوات للزينة وبعض الملابس الخاصة بالأميرات، كما وجدت بعض القطع النسجية المنسوجه و المطرزه بالحياكة بمتحف الفن الاسلامى بالقاهرة ترجع تاريخها الى القرن التاسع الهجرى والخامس عشر الميلادى.
لذا فقد وجدت الباحثة ان دراسة فن الرنوك من الفنون التى لها عمق تاريخى كبير ولها دلالات رمزية هامة، ولان تصميم الشارة على المستوى العالمى اصبح يهتم بالبساطة مع تحقيق المعنى كما أن له تاريخ طويل فى تراثنا المصرى الامر الذى يدعو إلى دراسة الرنوك الاسلامية والاستفادة منها فى استحداث تصميمات معاصرة لطلاب المرحلة الاعدادية، هذه الفترة العمرية التى تحتاج إلى تحديد هويتها وسماتها وميولها النفسية والفكرية.