الخلاصة:
إن الفطرة حقيقة ، وحق فى وجدان الإنسان ، لقد خلقها الله تعالى مع أصل وجوده ، فلا سبيل له لمحوها ، مهما فعل ، وضلَّ عن استقامته ، لكنه من السهل عليه أن يطمسها ، بأفعال نفسه الأمارة بالسوء .
ومن ثم فإن فى قلب الإنسان ، ووجدانه : قوى ربانية تلهمه بالحق ، والعدل وكل ما هو خير .
لكن النفس من طبيعتها الأنانية ، وحب المدح ، والثناء ، والسعي لنيل كل ما يحقق ذاتها
قال الله تعالى : } { ( ) .
فإذا أراد الإنسان الاستقامة الصحيحة ، طهر نفسه ، واستقام على نهج استكان الكتاب ، والسنة النبوية الشريفة ، لكن إذا استكان لجبلات النفس فى الأنانية ، وحب المدح والثناء ، وتحقيق كل يهواه فى ذاته ملكته شهوته ، واتبع غواية الشيطان ، وصار عبداً لهواه .
الجدير بالذكر : أن ما فطر الإنسان عليه هو الاستقامة ، فى نهج الكتاب والسنة النبوية الشريفة .
ويعلم الإنسان ذلك عندما يهتدى إلى الله تعالى ، وعلى نقيض ذلك عندما يضل طريقه بإفراط أو تفريط ، فكلما بعد عن الاستقامة أصابه الحزن والهم ، والشقاء .
ومن ثم فإن الصلة وثيقة بين طريق الاستقامة ، والوسطية فى نهج الكتاب والسنة ، وبين فطرة الإنسان ، التى خلقه الله تعالى عليها ، والمحجة البيضاء .
فالرجوع إلى الحق هو فى حقيقته تطهير الإنسان ، لما ران على قلبه ، من ضلال فى إفراط وتفريط .
كما أنه سعادة له ؛ لبلوغه مقام النفس المطمئنة ، وكل ذلك لرجوعه لأصل فطرته يبين ذلك التالى .