xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
يأتي موضوع هذه الدراسة لمجموعة شواهد قبور من الحجر الكلسي تم الكشف عنها من خلال حفائر تمت عنوة إبان وقوعها تحت نيرالاحتلال الصهيوني لشبه جزيرة سيناء التي قام بها موشى دايان ]وزير الدفاع [ آنذاك بدون منهج علمي وحرص على اقتنائها ضمن مجموعة مقتنيات أخرى بصفة شخصية حتى أنها عرفت بإسمه، إلا أن مصر نجحت في استردادها ومحفوظة حاليًا بمتحف الإسماعلية، ومن الجدير بالذكر أن منطقة تل الخوينات التي اكتشفت بها تلك المجموعة لم تحظ باهتمام علمي منذ ذلك الحين ومعروفة فقط بكونها مقابر يونانية ورومانية.
يتناول البحث دراسة وتحليل مجموعة من شواهد القبور يبلغ عددها أربعة شواهد لم يسبق نشرها، فمنذ أن تم استردادها مع مجموعة الآثار المستردة من فلسطين المحتلة بنهاية ديسمبر 1994م لم يتطرق أحد من الباحثين لدراستها، ولعل ما يضفي أهمية خاصة على هذه الدراسة كونها مصنوعة من مادة محلية جاءت في طرازها الفني العام ما يشبه جسم الانسان في أبسط صوره عبارة عن رأس وجسد في طراز نادر لم يعثر على مثيل له حتى الآن.
تهدف الدراسة التعرف على ماهية ومغزى تصوير شواهد قبور بشكل رمزي أو بدائي وذلك من خلال دراسة العلاقة بين مصدر الأثر الذي عثر فيه على هذه الشواهد الأربعة ومدى تأثرها بالصراع الوثني المسيحي خلال عصر الاضطهاد حيثما فر المسيحيون المحدثون إلى الصحراوات.
تقدم مجموعة السمات الفنية لشواهد القبور التي عثر عليها في تل الخوينات بشمال سيناء نموذجًا فريدًا بين سائر شواهد القبور في مصر خلال العصرين البطلمي والروماني، وتقدم بعض المعطيات التي فرضتها طبيعة المكان وموقعه والمادة المستخدمة في الصناعة والنقوش والكتابات مجالًا للدراسة التحليلية ولم يعثر على أمثلة نظيرة لها حتى الآن لتتسنى مقارنتها بها.