الخلاصة:
ترتبط الفنون التطبيقية ارتباطا وثيقا بالحياة اليومية للإنسان؛ فهي تصنع في الأساس من أجل تلبية الكثير من احتياجاته المتنوعة؛ ومن ثم، فإن دراسة منتجاتها تساعد على استقراء وفهم الكثير من النواحي الحضارية، والتاريخية، وتعتبر المنسوجات من أهم الأمثلة على ذلك، وقد تطورت صناعة المنسوجات في مصر، عبر العصور المختلفة، وكان لعصر الأسرة العلوية، بوجه عام، وعهد الخديوي إسماعيل، بوجه خاص، إسهامات هامة في تطوير هذه الصناعة، وقد وصل إلينا من تلك الفترة الكثير من منتجات النسيج، مثل: الأزياء، والأعلام، وغيرها، وتتناول هذه الدراسة قطعة من نسيج الحرير، محفوظة بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة، (تنشر لأول مرة)، وترجع إلى عام (1291هـ/ 1874م)، وقد اشتملت هذه القطعة على دعوة، موجهة من شخص يدعي "مَتيو اسمعلول"، إلى الخديوي إسماعيل، يدعوه فيها لحضور حفل زواج ابنته، وقد اشتملت هذه الدعوة على كتابات شعرية، تضمنت مدح الخديوي إسماعيل، واختتمت بدعوته إلى حضور حفل الزواج؛ وكتابات تسجيلية، تبين موعد، ومكان انعقاد هذا الحفل، وتاريخ كتابة الدعوة، وتنتهي باسم مرسلها، وقد أوضحت الدراسة الجوانب الفنية لهذه القطعة الحريرية، وتم شرح الكتابات المنفذة عليها؛ من حيث الشكل، والمضمون، كما تمت مناقشة بعض النواحي الحضارية والتاريخية، لفترة حكم الخديوي إسماعيل، في ضوء هذه القطعة، وقد قامت الدراسة بالبحث عن هوية مرسل هذه الدعوة، وذلك من خلال استعراض، ومناقشة بعض الإشارات التاريخية، ومقارنتها، وقد توصلت الدراسة إلى أن هذا الشخص كان أحد كبار التجار اليهود، بالإسكندرية، وكانت تربطه بالخديوي إسماعيل علاقات سياسية، ومعاملات اقتصادية، ومما يبين أهمية هذه الدراسة: أنها توظف الفنون التطبيقية، بما تتميز به من سمات، وخصائص، في إلقاء الضوء على بعض مظاهر الحياة الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية؛ في عصر الأسرة العلوية، في مصر، لاسيما في عهد الخديوي إسماعيل.