xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
إن الاحداث الأخيرة التي يمر بها العالم من إرهاب وترويع، جعلت مسلميه ومسيحييه يستمسكون بالمودة الصادقة والتعاون الوثيق يشدون أزر بعضهم بعضا من أجل الحياة والعيش فى سلام وأمان ومحبة.
وقد حث القرآن الكريم على احترام كل الرسالات السماوية وتوقير أنبيائها وما جاء القرآن إلا مصدقاً لما بين يديه من التوراة والانجيل، فالمسيحية والإسلام تلتقيان على مبادئ أصيلة من أخوة ومودة ورحمة وتواضع وتسامح وسلام وهو ما يعني اتفاق القواسم المشتركة بين أديان الإنسانية جميعاً والتي تستقي مبادئها من معين واحد وهو الله جل جلاله وتهدف جميعها إلى الإعمار لا التخريب والمحبة لا الكراهية والتسامح دون العنف والإرهاب.
إن العمل على انتهاج فكر يوائم بين المبادئ الدينية الصحيحة من قيم وأخلاق ومثل عليا مؤيدة بالعلم والحجج والأدلة والبراهين هو ضرورة أساسية للإنسان المعاصر.
فالأديان المنزّلة – بصفة خاصة - لها من القيم والمبادئ المشتركة، ما يشكل أساس صلب لهذا التكامل والتحالف بين الحضارات وأهلها، كما إن الديانات والرسالات المنزلة هي حلقات ولبنات في بناء واحد، وصرح ديني حضاري واحد، ويؤكد على ذلك المؤرخ الكبير توينبي فيقول: "أسلوب الحضارة إنما هو تعبير عن دياناتها" ولذلك تضعف الحضارات حين يضعف الدين" ومن يغص في تراث الأمم وفلسفتها وتقاليدها وأعرافها يجد أن العالم الإنساني يضم أممًا متعددة متميزة في حضارتها، وكل حضارة تنقل عن الأخرى كل ما فيها من مميزات يضاف إلى إبداعها، ولهذا كانت عمليات التأثير والتأثر والأخذ والعطاء بين الأمم والشعوب إنما بهدف الإبداع الخلاق والتمايز الثقافي والحضاري.