xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
يقول احد المؤرخين: أصبح الانسان انسانا حين رفع راسه عن الارض وتطلع اللي الصحراء من حوله وقال كم هي جميلة ..اي ان الانسان انفصل تماما عن مملكة الحيوان حين تخلي عن قصر اهتمامه علي البحث عن الطعام والحفاظ علي النوع وابداع الفن وتذوق الجمال صفتان مقصورتان علي الانسان دون الحيوان ويؤكد مؤرخ امريكي ه.و جانسون ان الانسان استطاع منذ مليونين من السنين ان يجرد فرع الشجرة من زوائده ليتحول اللي عصا يدافع بها عن نفسه وان ينحت قطعة الصخر حتي يتمكن من القبض عليها باحكام ويقاتل اعدائه
واستمرت العلاقة بين الشكل والوظيفة تصاحب الانسان في حياته لاغراض مادية بحتة وظيفية كان او نفعية او لاهداف روحية دينية كما كان الامر عند قدماء المصريين الفنان بمفهومه الحالي لم يكن معروفا في الحضارات القديمة بل يعتبر حرفيا صانعا شأن النجار والحداد واي حرفي اخر
نمهد بهذه الكلمات لكا ستدور حوله دراستنا عن الفنون التشكيلية والمقصود منها اللوحات المرسومة والمصورة والتماثيل وكل ابداع صنعه الانسان وليس من صنعه الانسان وليس من صنع الطبيعة فالانسان في طريقه الطويل الشاق منذ ملايين السنين قد غير من شكل الحية ليس بالعلم فقط ولكن بالفن ايضا لقد تعلم مقاييس ومعايير الفن من الطبيعة ذاتها غبر احد كبار فناني القرن العشرين وهو ماكس ارنست الالماني عن هذه الفكرة بقوله ان الطبيعة تحدثنا بلغة صامته هي لغه الاشكال
وقبل ان نفرد السير في حديثنا عن الفنون التشكيلية وينبغي ان نتوقف عند هذا المصطلح ومتي ظهر علي المسرح الثقافي في مصر
والبلاد العربية وخاصة وانه لانظير له في اوروبا والثقافات المتقدمة وباقي انحاء العالم فاذا ذكرت كلمة في بلدان العالم المتقدمة كانت تعني اللوحات والتماثيل والابداع الجمال والعمارة وقد تستخدم كلمة معناها الفن الجمل وبعد النصف الاول من القرن العشرين بعد ان تنوع الابداع الجمالي وتطور ودخلت عليه خامات جديدة واساليب وتكنولوجيا اصبح يسمي الفن المرثي وكان النشاط الابجاعي والجمالي عندنا يسمي الفنون الجميلة قبل عام 1956 العام الذي ظهر فيه هذا المصطلح فنون تشكيلية مع صدور العدد الاول من جريدة المساء حيث وجدت ولاول مرة في الصحف العربية صفحة خاصة بالفنون الجميلة تم اختيار هذا المصطلح لتذويب الفوارق بين خريجي الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الفنية كانت الشعارات السائدة في ذلك الحين هي تذويب الفوارق بين الطبقات وقياسا علي ذك تم اهتيار مصطلح فنون تشكيلية بدلا من فنون جميلة كالعادة حتي لاتطلق كلمة فنان علي خريجي كلية الفون الجميلة فحسب فمن المعروف ان الفنون الجميلة من لوحات وتمثيل فنون منزهه عن الغرض النفعي المادي الوظيفي وان الفنون التطبيقية انما تعني تصميم الادوات والاشياء النفعية التي يستخدمها الانسان الانسان في حياته اليومية اما التربية الفنيه فموضوعها هو تلاميذ وطلبة التعليم العام وتربيتهم تربية جمالية من خلال الممارسات الفنية والنشاط الابداعي
وتامرجع العمدة لاهداف واساليب كلية التربية الفنية هو كتاب الناقد والمؤرخ الفيلسوف الانجليزي هربرت ريد (1891-1968) التربية من خلال الفنون وهذا الكتاب هو الاساس والمنهج الذي تسير عليه كليات التربية الفنية في انحاء العالم ولكن من المعروف ان الكليات سواء اكانت فنونا جميلة ام تطبيقية ام فنية لا تخرج فنانين فالقدرة علي الابداع الفني موهبة يمنحها الخالق لبعض الناس اما دور الكليات او الاكاديميات او المدارس التي يلتحقون بها ليس سوي صقل تلك الموهبة بالعلم والفلسفة والتريب علي التقنيات المختلفة والواقع كما يقوولون هو محك النظرية فلا نستدل علي كون الفرد فنان ام لا بالكلية التي تخرج منها وانما بالاعمال التي يبدعها وكيف تخضع للمعايير الجمالية اللاستطبيقية
دخلت خامات جديدة واساليب غير مسبوقة علي التعبيرات الفنيذ المرئية في الربع الاخير من القون العشرين تغيرت المفاهيم التقليدية والفوارق المعتادة بين فنون ابداع التماثيل والرسم والتلوين والتشكيل المرئي وزالت الحواجز بين الفون الجميلة التقليدية التي كانت مقصورة علي الرسم والتلوين والحفر وتشكيل التماثيل واختلطات بفنون الرقص والتمثيل والموسيقي والفوتوغرافيا والسينما والفيديو والمجسمات والمسطحات بوجه عام بل اختلط الفن باللافن ودخلت معايرر جديدة يدافع عنها فلاسفة ومفكرون جدد ظهرو علي الساحة الثقافية في النصف الاول من القرن العشرين .