الخلاصة:
إن الخیال هو أحد أهم صور قدرة الإنسان الإبداعیة بل والفکریة التی تطورت عبر العصور، فالخیال هو الوسیلة التی مکنت الإنسان من السیطرة على الکون، وحیث هناک تزاوج بین الخیال و الفن فکلیهما وجهان لعملة واحدة تربطهما الفلسفة بعمقها الفکری و التاریخی، فعلى ذلک تطرق الباحث الى الفلسفة ومباحثها الرئیسیة وخاصة فلسفة الخیال التصمیمی و الخیال من حیث المعنى و أنواعه وخصائصه و ممیزاته ، کل هذا للتوجه الى مرحلة القراءة البصریة فی أعمال " أوسکار برینیفییه & فریدریک ربینا " وذلک من خلال کتاب " الحریة ما هی ؟ " حیث یعرض مجموعة من الأسئلة الغیر تقلیدیة والتی قد تکون الإجابة فی بعض الآحیان عبارة عن سؤال اخر، حیث تختلف الإجابة باختلاف السن والمجتمع والبلد، مدعومة برسومات تتناسب والنص الأدبی.
تأکیداً على تلک المفاهیم المرتبطة بفلسفة الخیال و العملیة الإبداعیة والتی یحقق من خلالها کلٍ منهم على أن الفنان یسعى دائماً من خلال منطق التصمیم أن یحقق الأخلاقیات الفلسفیة و الخیال الإبداعی، وقد أعتمد کتاب " الحریة ما هی ؟" على الفلسفة من حیث النص الأدبی و انعکاس ذلک على الصورة البصریة و تدعیمها بحالة إبداعیة مرتبطة بخیال الطفل التی تسعى الى النهوض والارتقاء به ، مع الأخذ فی الاعتبار أن الفلسفة و الخیال تجعلان العقل قادراً على التدقیق و البحث العلمی و کشف الأوهام و إزالة الخرافات التی تعیق العقل و تضلل البحث العلمی ، وعلى ذلک یرى الباحث ضرورة تضافر جهود الکُتاب مع الفنانین التشکیلیین و مصممی الکتاب لخلق منتج فنی یسعى لتأصیل روح الخیال والابتکار وتأصیل الهویة الوطنیة