فنون الزخرفة التطبيقية (علي الزجاج والسيراميك والفسيفساء)

Abstract

سبقت حضارات المنطقة العربية العالم في مجالات الفنون المختلفة وخاصة الفنون التي يعرضها هذا الكتاب مثل صناعة الزجاج والسيراميك والفسيفساء والتي تعتبر من الفنون التراثية ، فقد ظهرت هذه الفنون في فجر التاريخ في مصر والعراق وسوريا على وجه الخصوص . وكل عمل يقوم به الإنسان أسس وقواعد، فالبناء أو المهندس يعتمد قواعد معينة في التنفيذ وكذلك الحال بالنسبة للعمل الفني ، فالمصمم أو الفنان في أثناء تعامله مع عناصر العمل الفني من خط ولون وشكل التكوين الوحدات والعناصر الزخرفية يعتمد أساسا على قواعد تعد أهدافا يسعي لتحقيقها لبناء هذا العمل الفني . فالزخارف التي أساسها التكرار مثلا تقوم على عناصر التصميم ذات التقسيم الهندسي للشكل فالمثلث والمربع والمستطيل والمعين وغيرها و هي أشكال ضرورية لا غني عنها في أي تصميم زخرفي ، كذلك مفردات الوحدات الطبيعية من زهور وطيور وحيوانات وأسماك ولهذا كان لابد من اضافة الفصل الأول والذي يتناول بعض عناصر التصميم . و حتى يتم انتاج العمل الفني يمر الفنان بمراحل عديدة من الإدراك و التأمل و الفحص مما يجعل منه إنسانا ذا طبيعة خاصة يري في الأشياء المحيطة به ما لا يراه الإنسان العادي . وبما أن الفن التطبيقي يعتبر تعبيرا عن فكرة معينة بأستخدام خامة أومجموعة من خامات تشكيلية تعكس فكر الفنان ، فان الفنون بصفة عامة سواء التطبيقية منها أو غير التطبيقية لها وظائف متعددة يستفيد منها كل من الفرد و المجتمع ، بل و تعد تراثا و حضارة تتناقلها الأجيال ومن هذا المنطلق كان الفصل الثاني والذي يتناول اسلوب الاستنسل (او الاسطامبا) كاحد اقدم الاساليب التي تم تطبيقها في الفنون الزخرفية منذ خطا الانسان بقدمه على الطين لتنطبع شكلها عليه ومنذ طبع بيده المغموسة بدماء الحيوانات التي قام باصطيادها على جدران الكهوف شكل كفه حتى اكتشف الصينيون الطباعة عن طريق الاستنسل .