الخلاصة:
إنها موسوعة آثارنا، آثار الوطن العربي وآثار الحضارات التي تعاقبت على أرضه. إنها مواقع اكتشفت، إنها جزء من كل، نطل من خلالها على عالمنا العربي، نتلمس في ترابه وحجره معالم سمعنا بها. قرأنا عنها أو شاهدناها، تبعث فينا حب الأرض، تشعرنا بدفء التراب وبرعشة الحجر، تذكرنا بشعب خلف لنا حضارة وتاريخ حافلين بالمأثر الحية والناطقة، تحملنا على أجنحة الخيال إلى البعيد الغابر وتثير فينا روح البحث، تجعلنا ننظر إلى الأرض نخاف وطأها نتحسس خطوطها. ففي ثناياها وحناياها كنوز دفينة، وللكنوز دلائلها و مؤشراتها ولاكتشافها علم، إنه علم الآثار. والكنوز لیست في الواقع وبمفهومها العام أموالا مكدسة ومغمورة، إنها شاهد حضاري و فني، إنها كل كسرة فخار وكل شظية حجرية، كل مدماك. كل مسكوكة
كل إناء ... كل بناء مدني دیني أم مدفني ... تكتنزه أرضنا وتنتظر بعثه اليحدثنا عن عصره وعن دوره الحضاري والتاريخي.
معا نطل على عالمنا من خلال صفحات تتناول علم الآثار فتحدد مفهومه وتلقي الضوء على مراحله التاريخية، تدخل في تشعباته، تغوص في تفاصيله ومحتوياته، تدرس مداخله، تلج أبوابه، تواجه تنوع مواده تتحسس آثارها، تحيط بأطرها الجغرافية والتاريخية، تعيش اجواءها الاجتماعية والسياسية. تتساءل عنها من بعيد. تجيبلك، تشدك، تغريك، تدفعك إلى البحث والتنقيب التستكشف الماضي وتستنطقه، لتتحقق من الحاضر فتقارنه، لتستقرىء المستقبل وتخطط له.