الخلاصة:
يقع متحف آثار جرش على ربوه عالية تطل على مدينة جرش الأثرية والسكنية بالمملكة الأردنية الهاشمية، ويحتوي المتحف على عدد كبير من المقتنيات الأثرية العضوية مثل العظام والعاج، وغير العضوية مثل الفخار والاحجار والزجاج والمعادن. معظم هذه المقتنيات معروضة داخل خزانات عرض والبعض الآخر معروض حر داخل المتحف، وهذه المقتنيات تمثل مختلف العصور والحضارات التي تعاقبت على مدينة جرش منذ العصر الحجري. ومن أهم مميزات هذا المتحف ان مقتنياته من مكتشفات مدينة جرش الأثرية. وتهدف هذه الورقة البحثية الى تقييم معدلات الرطوبة النسبية ودرجات الحرارة والضوء داخل هذا المتحف وتأثير ذلك على حالة المقتنيات الأثرية المعروضة والمحفوظة بداخلة. حيث تمثل التقلبات في درجات الحرارة والرطوبة النسبية الناجمة عن العوامل الخارجية مثل الطقس أو عدد الزائرين مشكلةً جسيمة للعديد من المتاحف. إن معظم الدراسات الحديثة والخاصة بصيانة وحماية الآثار تطالب حالياً بتطبيق مفهوم الصيانة الوقائية والتي من أهم مفرداتها ضبط درجات الحرارة والرطوبة النسبية داخل مبني المتحف. وكذلك محاولة الوصول إلى حالة من الاتزان مع الرطوبة النسبية في الوسط المحيط بالأثر للحفاظ على المحتوى الرطوبي المتزن والمناسب لهذه المواد الأثرية، وذلك لحماية معروضات المتاحف من التأثير المتلف الذي تسببه الرطوبة النسبية العالية أو المنخفضة. وتمت الدراسة من خلال قياس معدلات الرطوبة النسبية ودرجات الحرارة لمدة عام بداية من شهر نوفمبر 2019 م وحتى شهر أكتوبر 2020م باستخدام جهاز Datalogger وجهاز Digital Light Meter الذي أستخدم في قياس شدة الإضاءة. والميكروسكوب الضوئي الرقمي المحمول لدراسة سطح بعض المقتنيات الأثرية بالمتحف. وتشير النتائج الى ان الظروف البيئية داخل هذا المتحف غير متحكم فيها ويوجد تذبذب كبير بين معدلات الرطوبة النسبية ودرجات الحرارة خلال فصول السنة حيث وصلت معدلات الرطوبة النسبية خلال شهر يناير الى (95.4%) وهي نسبة عالية جداً، ودرجات الحرارة وصلت في شهر يونيو الى (38. 4O C) وهي ايضاً مرتفعة. الامر الذي ادي الى تلف بعض المقتنيات الأثرية وبخاصة المعدنية. ومن ثم لابد من التدخل السريع واخذ الإجراءات المناسبة للحد من خطورة هذه الظروف للحفاظ على هذه المقتنيات من التلف والتدهور.