الخلاصة:
إن الصورة الإعلامية سواء كانت ثابتة او متحركة هي عبارة عن لقطة تحمل سيميائية (سيموطيقية) بصرية، مرتبطة بالفيلم والإطار والألوان وزاوية التصوير وحجم اللقطة وحركة الكاميرا. كما أنها تتأثر بالعديد من العوامل الفنية الأخرى كالتوليف والسيناريو والإخراج وأساليب العرض.
فالصورة منظومة من العلامات السيميائية ممتازة متميزة الدلالة، فهي تنقل الواقع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. مما يعني أن الصورة قد تكون عبارة عن وثيقة واقعية تقريرية، أو قد تكون عبارة عن تخيلا فنيا وجماليا. ولا يمكن الحديث عن الصورة إلا من خلال علاقتها بالمتلقي (المستقبل) الذي يتلقاها، حيث يعيد المستقبل للصورة بنائها في ذهنه ويعطيها معانيها الحقيقية المحتملة والممكنة، وتمتاز الصورة بفضائها الديناميكي المركب، وكذلك تتسم ببعدها الحركي المتتالي، علاوة على كونها عبارة عن لقطات ذات مستويات متنوعة، ترتبط بكل ما هو لفظي، وبصري، وموسيقي، ورقمي. فالصورة أيقونة قد تحمل معان رمزية بلغات منطوقة أو بصرية، وبالتالي فهي عبارة عن دوال مركبة من كل ما هو لغوي منطوق أوبصري.
يعتبر العالم السويسري (دو سوسير) المؤسس لعلم السيميوطيقا ، وهو العلم الذي يدرس حياة الإشارات واستخداماتها وتواجدها داخل المجتمع، وقد كانت دراسات دو سوسير قاصرة على اللغة المنطوقة، إلا أن العالم الأمريكي بيرس قد طور مفهوم مولدات الدلالات وأطلق عليها اسم العلامات، حيث تعتبر السيميولوجيا كما صاغها بيرس هي علم العلامات. إذ أصبحت علما عاما يدرس كل ما هو لفظي وغير لفظي. وتخطى حيز اللسانيات التي تكتفي بدراسة سيميولوجيا اللغة المنطوقة.