xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب تبصرة وذكرى لأولي الألباب ، وأودع فيه من فنون العلوم والأحكام والحكم والبيان العجب العجاب ، أجل الكتب قدرة ، وأغزرها علما وأعذبها نظما ، وأبلغها في الخطاب ، قرآنا عربيا غير ذي عوج . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله (صلى الله عليه وسلم ) و بعد . فالقرآن الكريم كلام الله المعجز للخلق في أسلوبه ونظمه ، وعلومه وحكمه ، وتأثير هدايته وفي كشفه الحجب عن الغيوب الماضية والمستقبلية . وما أقدمه في هذا الكتاب هو محاولة لإلقاء الضوء على بعض جوانب هذا الأداء الفني في القرآن الكريم ، في مجالاته المتنوعة، مع أن الكثيرين من الكتاب والعلماء قد تناولوا المسائل الفنية والعقائدية لدي المسلمين، وهذا نابع عن تقديرات وتأملات لو أخذت في الاعتبار لأدت إلى تغير ملموس في الأفكار والاتجاهات ولأوضحت الرؤية المتكاملة للإسلام ومعتقداته في مسائل الفن والتحريم والجمال في القرآن الكريم فمن الباحثين من يهتم بالإطار الكلي دون التفصيلات الجزئية ومنهم من يمعن النظر في بعض التفصيلات دون مراعاة للإطار الكلي، ومن ذلك تنشأ اتجاهات متباينة نحو المغالاة في الفن والجمال والحس اللوني ومنها ما أكد على تحريم الفن والتصوير والنحت أو الإطلاق في الإباحة اما الوسطية التي من شانها تحقيق التوازن والتيسير في الحياة الاجتماعية فإن الوصول إليها لا يتأتى إلا بالبحث الدقيق للمسائل دون خشية اتهام متهم أو لوم الائم، ومهمة جعل سلوك أفراد المجتمع الإسلامي مسما بالوسطية والتوازن تقع على العلماء كل في مجاله وتخصصه.