الخلاصة:
حفلت العديد من مراجع العمارة الداخلية بدراسات مختلفة تربط بين الحالة النفسية لمستخدمي الحيز المعماري وبين نسب وألوان الفراغات المختلفة (A. J. Elliot & M. A Maier 2014) . كما ذهبت العديد من الدراسات إلى تفضيل بعض الألوان والنسب لفراغات مخصصة لممارسة أنشطة معينة دون غيرها (B. J Babin, D. M Hardesty& T. A. Suter 2003). حديثاً ظهرت أبحاث تظهر أن هناك ثمة ترابط بين الحالة النفسية والفسيولوجية وأن كلاهما وجهان لعملة واحدة. (Levenson 2003) كما أن الزخارف عبر التاريخ لم تكن مجرد عناصر تشكيلية للحيز فحسب وإنما كانت تحوى معاني روحية عميقة ذات تأثير على المتعرضين لها. (K Witte, B Correll & J Zipes 1975) بذلك فهناك مؤشر قوي على إمكانية أن يكون للألوان والنسب تأثيرات فسيولوجية على مستخدمي الحيز المعماري. الأمر الذي يجعل من إعادة تقييم العناصر التشكيلية حيوياً – ومنها الزخارف- في العمارة عموماً وفي العمارة الداخلية خصوصاً أمراً غاية في الأهمية.
بناءاً على المدخل النظري السابق يؤسس البحث لفرضية أن للتشكيلات الزخرفية الإسلامية تأثيراً حيوياً على مستخدمي الحيزات المعمارية. ويسلك البحث لإثبات هذه الفرضية منهجاً تجريبياً بإستخدام نموذج لحيز معماري يتم زخرفة حوائطه بمجموعة من الزخارف المختارة من الحضارة الإسلامية ، ثم قياس التأثيرات الناتجة عن إدخال هذه العناصر الزخرفية على هذا الحيز. (K. G Korotkov & D. A Korotkin 2001) يتم ذلك بإستخدام جهازBiowell( ). بعد ذلك تتم مقارنة نتائج القياسات للخروج بنتيجة عن التأثيرات المختلفة لهذه العناصر الزخرفية على الوظائف الحيوية للإنسان مستخدم الحيز المعماري.
