xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
منذ اندلاع الثورة التكنولوجية والتقدم العلمي في مجال الصناعة وإنتاج الأدوات والأجهزة الحديثة التي زودت القدرة المعرفية والقدرات التشكيلية للفنان من خلال التعرف على خاماته التي سيستعين بها في إبراز لوحاته المنفذة بأسلوب النحت البارز داخل ورشته الفنية حتىأصبح لا يمكن الاستغناء عن العدد والأدوات اليدوية والكهربائية مما زاد من قدرات الفنان التخيلية والابتكارية، الأمر الذي أعطتهرؤى إبداعية جعلته يتفاعل مع الخامة بأساليب وتقنيات حديثة، ومن هذا نستخلص أن التقنية هي" مجموعة المهارات والخبرات اللازمة لإنتاج أي عمل فني، وبالتالي فهي وسيلة لدى النحات تساعده على الأداء في الدخول إلى أعماق وأسرار كل خامة سيتناولها وكيفية التغلب عليها، إذن فالتقنية هي جوهر العمل الفني وقيم الجمال هي قيم وليدة ماتم صنعه وتنحصر أيضا في أساليب الأداء التي يتناولها الفنان في إخراج عمله وهي أيضا ليست قيما طبيعية.
ولقد ظهرت التقنية الرقمية في أعمال النحت البارز الحديث مواكبة للتقدم التكنولوجي الصناعي والتي زودت الفنان بقدرات تشكيلية وأتاحت له الفرصة في اقتحام عالم الخامات التي كان يصعب عليه الدخول في أغوارها والتعامل معها، فكان للتقنية الرقمية الحديثة الفضل في ذلك كله حيث تمكن النحات من إنتاج أعمال فائقة الروعة والدقة سواء كانت تلك الأعمال تخدم الناحية الجمالية كإنتاج أعمال فنية بأسلوب النحت البارز أو الغائر أو الجمع بينهما بدقة متناهية وبأي خامة.
وبتطور مفهوم التقنية تبعه تغير فيالأساليب الفنية، ونتيجة هذا التطور تطورت المفاهيم التشكيلية فوظفت التقنية في الأعمال النحتية الحديثة جماليا تكشف عن مضامين تعبيريةجديدة وتساير هذا الركب التكنولوجي الذي كان له تأثير واضح في الأساليب الفنية لكثير من الفنانين.